Ahmed Mansour عضو فضى
عدد المساهمات : 366 نقاط : 457 تاريخ التسجيل : 07/04/2010 العمر : 34
| موضوع: الجزء الثانى من الرسالة لعينة المطلقات والغير مطلقات الإثنين أبريل 12, 2010 10:15 pm | |
| 3 الفصل الأول المدخل إلى الدراسة: مشكلة الدراسة مشكلة وتساؤلات الدراسة: تمثل مشكلة الطلاق واحدة من أهم المشكلات الاجتماعية، حيث تؤكد الدراسات الأثر السلبي للطلاق على الأسرة بصفة عامة، وعلى المرأة بشكل خاص، و من ثم المجتمع بشكل عام. ولذلك فقد تناولت الدراسات الغربية هذه المشكلة من جوانبها المختلفة ومن ذلك نتائجه النفسية والسلوكية على المرأة كالقلق والاكتئاب ومخاطرة إدمان الكحول .(Fisher, 1998; Cheung & Liu, 1997; Richards et al., 1997) وعلى النقيض من ذلك، تفتقر المكتبة العربية إلى مثل تلك الدراسات، حيث ركز الباحثون العرب جل اهتمامهم على العوامل الاجتماعية المرتبطة بالطلاق أو على أثره على الأبناء بشكل خاص. وفي المجتمع السعودي وكنتيجة لخصوصية قضايا المرأة، والحذر الشديد عند تناولها بالدراسة لاعتبارات تتعلق بعادات المجتمع وتقاليده، تواجه أبحاث الطلاق العديد من العقبات مما دفع إلى التركيز على دراسة أسباب الطلاق أو آثاره على الأبناء، وعلى حد علم الباحثة فان أحداً لم يتناول الآثار النفسية المترتبة على الطلاق لدى المطلقات في المجتمع السعودي. وانطلاقاً من هذا العجز حاولت الدراسة إلقاء الضوء على بعض الاضطرابات النفسية المرتبطة بالطلاق وما يرتبط به أو ما يترتب عليه من مشكلات. وفي سياق منهج البحث المستخدم (المنهج السببي المقارن) تحدد إجرائياً وبشكل عام في تساؤل عام هو "ما الفروق المحتملة بين المطلقات وغير المطلقات في درجتي القلق والاكتئاب، وما الفروق 4 بين المطلقات أنفسهن في هذين المتغيرين تبعاً للظروف الخاصة بهن؟". ومن هذا التساؤل الرئيسي تبرز لنا عدد من التساؤلات الفرعية وفقاً للأبعاد التالية: البعد الأول: الطلاق 1. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين عينة من المطلقات وعينة من غير المطلقات من مكة المكرمة في متوسط درجة كلٍ من القلق والإكتئاب؟ البعد الثاني: مصدر قرار الطلاق. 1. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين عينات من المطلقات تبعاً لمصدر قرار الطلاق في متوسط درجة كلٍ من القلق والإكتئاب؟ البعد الثالث: البعد الزمني. 1. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين عينات من المطلقات تبعاً لأعمارهن عند الزواج في متوسط درجة كلٍ من القلق والإكتئاب؟ 2. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين عينات من المطلقات تبعاً لأعمارهن الحالية في متوسط درجة كلٍ من القلق والإكتئاب؟ 3. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين عينات من المطلقات تبعاً لطول الفترة الزمنية بعد الطلاق في الدرجة الكلية في متوسط درجة كلٍ من القلق والإكتئاب؟ البعد الرابع: الظروف الإجتماعية/ الإقتصادية. 1. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين عينات من المطلقات من مستويات تعليمية مختلفة في متوسط درجة كلٍ من القلق والإكتئاب؟ 5 2. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين عينات من المطلقات من أوضاع مهنية مختلفة في متوسط درجة كلٍ من القلق والإكتئاب؟ 3. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين عينات من المطلقات تبعاً لدخولهن الخاصة في متوسط درجة كلٍ من القلق والإكتئاب؟ 4. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين عينات من المطلقات تبعاً لمكان أقامتهن في متوسط درجة كلٍ من القلق والإكتئاب؟ البعد الخامس: الأمومة والمسئولية عن الأبناء. 1. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين عينات من المطلقات تبعاً لعدد الأبناء في متوسط درجة كلٍ من القلق والإكتئاب؟ 2. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين عينات من المطلقات تبعاً لمكان إقامة الأبناء في متوسط درجة كلٍ من القلق والإكتئاب؟ 3. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين عينات من المطلقات تبعاً لرؤية الأبناء في متوسط درجة كلٍ من القلق والإكتئاب؟ 4. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين عينات من المطلقات تبعاً للمسئولية الإقتصادية عن الأبناء في متوسط درجة كلٍ من القلق والإكتئاب؟ مصطلحات الدراسة: الطلاق: يحدد الطلاق إجرائياً في هذه الدراسة على أنه "انفصال بين الزوجين تقره · السلطات الشرعية في المملكة العربية السعودية. وعليه فإن المطلقة هي المنفصلة عن زوجها والمصدق على انفصالها من إحدى المحاكم الشرعية في المملكة. 6 مصدر قرار الطلاق: يشير المصطلح إلى الطرف الذي اتخذ قرار الطلاق. وتقسم · الدراسة هذا البعد إلى ثلاثة أنماط تشمل: "قرار الطلاق من الزوجة، من الزوج، باتفاق جميع الأطراف". العمر عند الزواج: تحدد الدراسة الحالية العمر عند الزواج من خلال تصنيفه إلى · 35 سنة، 36 سنة فأكثر". وقد تم - الفئات العمرية التالية: " أقل من 24 سنة، 25 جمع الفئة الثالثة مع الثانية لعدم توفر العدد المطلوب للتعامل معها كفئة مستقلة. العمر الحالي: تحدد الدراسة الحالية العمر الحالي من خلال تصنيفه إلى الفئات · 35 سنة، 36 سنة فأكثر". - 24 سنة، 25 - العمرية التالية: " 18 طول المدة الزمنية بعد الطلاق: تحدد الدراسة الحالية طول المدة الزمنية بعد الطلاق · 9- 4 سنوات، 5 - من خلال تصنيفها إلى الفئات الطولية التالية: "أقل من سنتين، 2 سنوات، 10 سنوات فأكثر". المهنة: تحدد الدراسة الحالية مهنة المطلقة من خلال تصنيفها إلى الفئات التالية: · "طالبة، عاملة، غير عاملة". الدخل الشهري الخاص بالمطلقة: تحدد الدراسة الحالية مستوى الدخل الخاص · 6000- للمطلقة من خلال تصنيفه إلى الفئات التالية: "أكثر من 6000 ريال، 2000 ريال، أقل من 2000 ريال، لا يوجد دخل". 7 مكان إقامة المطلقة: تحدد الدراسة الحالية مكان إقامة المطلقة من خلال تصنيفه إلى · الفئات التالية: "الإقامة مع الوالدين، مع الأخوة، سكن مستقل". عدد الأبناء: تحدد الدراسة الحالية عدد أبناء المطلقة من خلال تصنيفه إلى الفئات · العددية التالية: "لا يوجد أبناء، أقل من 3 أبناء، 4 أبناء فأكثر". مكان إقامة الأبناء: تحدد الدراسة الحالية مكان إقامة أبناء المطلقة من خلال تصنيفه · إلى الفئتين التاليتين: "مع الأم، مع الأب". عدد المرات التي يسمح فيها برؤية الأم لأبنائها في حالة إقامتهم مع الأب: حدد هذا · البعد من خلال تصنيف عدد مرات زيارة الأبناء لوالدتهم إلى ما يلي: "مرة واحدة، مرتين، 3 مرات فأكثر". النفقة على الأبناء: تحدد الدراسة الحالية نفقة أبناء المطلقة من خلال تصنيفه إلى · الفئتين التاليتين: "النفقة على الأم، النفقة على الأب". القلق: يحدد القلق إجرائيا في هذه الدراسة على أنه: "الدرجة التي تتحصل عليها · المفحوصة على مقياس مستشفى الطائف للقلق" (الدليم وآخرون، 1413 ه). الإكتئاب: يحدد الإكتئاب في هذه الدراسة على أنه: "الدرجة التي تتحصل عليها · المفحوصة على مقياس مستشفى الطائف للإكتئاب" (الدليم وآخرون، 1414 ه). 8 أهداف وأهمية الدراسة: إنطلاقاً من أهداف الدراسة المتمثل في الإجابة على تساؤلاتها المحددة سابقاً، فإن من المتوقع أن تساهم نتائجها في تقديم فهم أفضل للآثار النفسية المنعكسة على المطلقة في مكة المكرمة كنموذج للمجتمع السعودي والذي تتميز فيه الحياة الأسرية بشكل عام وحياة المرأة بشكل خاص بالخصوصية الشديدة. كما يمكن من خلال مقارنتها بالدراسات عبر الثقافية كشف الفروق المحتملة في هذا الجانب مما يعني إسهاماً نظريا عبر ثقافي من الناحية النظرية. وعلى المستوى العملي فإن نتائج الدراسة يمكن أن تكون قاعدة لبناء برامج تربوية وإرشادية في مجال الزواج بصفة عامة، والزواج المريض والإنفصال بشكل خاص، وذلك لمساعدة الشباب على الإختيار الزواجي السليم، وتحقيق أعلى الدرجات الممكنة لتحقيق التوافق الزواجي، ثم أخيراً مساعدة من يتعرض للطلاق لتحقيق التكيف والعودة للحياة الطبيعية. حدود الدراسة: أجريت الدراسة الحالية على عينة من المطلقات وعينة من غير المطلقات من مدينة مكة المكرمة في العام 1422 هجرية، لكشف علاقة الطلاق بكلٍ من القلق والإكتئاب، وذلك بالإعتماد على المنهج السببي المقارن. وعليه فان تفسير النتائج يجب أن يرتبط بهذه المتغيرات وأن لا تعمم ليشمل أبعاد أخرى أو فترات زمنية بعيدة. كما لا يجوز تعميم النتائج ليشمل اضطرابات نفسية أخرى غير القلق والإكتئاب. وأخيراً فإنه لابد من أخذ محاذير المنهج السببي المقارن والذي يعد أحد المناهج الوصفية في الحسبان بدرجة تؤكد عدم قدرته على التأكيد التام للعلاقة السببية الموجهة بين الطلاق كمتغير مستقل والقلق والإكتئاب كمتغيرات تابعة. 9 الفصل الثاني: الإطار النظري والدراسات السابقة أولاً: الإطار النظري أ. مشكلة الطلاق: مفهوم الطلاق من الناحية اللغوية والشرعية: يعرف الطلاق في اللغة بأنه "إخلاء السبيل" حيث يذكر في الصحاح (الجوهري، 1518 ) أن الطلاق جاء بهذا المعنى فيقال "أطلقت الأسير، أي خليته؛ : 1399 ، ج 4 والطليق هو الأسير الذي أطلق إساره وخلي سبيله؛ وحبس فلان في السجن طلقاً، أي بغير قيد؛ وطلق الرجل امرأته تطليقاً وطلقت هي طلاقاً فهي "طالق وطالقة". ومن الناحية الشرعية يتفق الفقهاء في تعريف الطلاق على القواعد العامة وإن اختلفوا في بعض الجزئيات، فعلى سبيل المثال يعرف الأحناف الطلاق على أنه "رفع قيد النكاح في الحال أو المآل بلفظ مخصوص" (الحصكفي د . ت) . و يعرفه الحنابلة على أنه " حل قيد النكاح أو بعضه" (البهوتي، د. ت). ويعرفه علماء الشافعية على أنه " حل النكاح بلفظ الطلاق ونحوه" (الشربيني، د. ت). أما علماء المالكية يعرفونه بأنه "رفع القيد الثابت شرعا بالنكاح" (التسولي، د. ت.). 10 حجم مشكلة الطلاق ومعدلاته: تختلف معدلات الطلاق من مجتمع لآخر تبعاً للعديد من المتغيرات الإجتماعية والثقافية والظروف السياسية والإقتصادية. و يشير غالب ( 1985 ) إلى أن حوادث الطلاق قد تزايدت منذ النصف الثاني من القرن الماضي، وهي نسبة آخذة في الزيادة خصوصاً في المدن الصناعية وذلك نتيجة لتلازم التغير الإقتصادي والصناعي بالكثير من العوامل المساعدة على التفكك الأسرى. ويشير الشعراوي ( 1993 ) إلى أن نسبة الطلاق ترتفع في المجتمعات الصناعية بمرور الوقت، فقد سجلت الإحصاءات في عام 1988 أعلى نسبة طلاق لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بلغت حالات الطلاق 246 حالة لكل 1000 حالة زواج، تليها السويد حيث بلغت 175 حالة طلاق لكل 1000 حالة زواج، ثم فرنسا 100 حالة، ثم أستراليا 90 حالة، تليها ألمانيا 89 حالة وأخيراً إنجلترا 74 حالة طلاق وذلك لكل 1000 حالة زواج لنفس العام. وفي العالم العربي، يذكر كيال ( 1986 ) أن نسبة الطلاق في المجتمع المصري 30 % لكل 1000 حالة زواج، بمعنى أن حالات الطلاق تصل إلى ما – بلغت بين 20 يقرب من 60 ألف حالة طلاق سنوياً، وتصل نسبتها إلى حالة طلاق لكل 4 حالات زواج. أما في الكويت فيشير الثاقب ( 1999 ) إلى أنها بلغت 154 حالة طلاق تقريباً لكل 1000 حالة زواج. وفي المملكة العربية السعودية، تشير إحصاءات وزارة العدل المبنية على ما صدر من المحاكم إلى تدرج حالات الطلاق بين 18 % إلى 24 / من حالات الزواج خلال العشر السنوات من 1410 إلى 1420 ه (وزارة العدل، 1420 ). وفي مكة المكرمة تشير إحصائية عام 1422 م إلى أن عدد حالات الطلاق بلغ 228 حالة لكل 1000 حالة زواج (الأحوال المدنية بمكة، 1422 ). وبطبيعة الحال فإن النسب السابقة تقدم مؤشراً على إتجاه نسبة الطلاق نحو الإرتفاع وبدرجة توجب على مراكز البحوث و الباحثين التصدي لها بالبحث، كما توجب على المؤسسات الإجتماعية الإهتمام بمعالجة أسبابها للتخفيف من حدتها وضبط ارتفاعها المستمر. 11 أحكام الطلاق وقيوده في الإسلام: الطلاق مباح بالكتاب والسنة والإجماع، حيث يقول عز وجل: { يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهم وأحصوا العدة} (سورة الطلاق ، آية: 1) . كما وردت ( أحاديث كثيرة تدل على إباحته منها ما جاء في صحيح مسلم (القشيري، دون تاريخ، ج 1 ما رواه نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما طلق امرأته وهي حائض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عمر بن الخطاب رسول الله عن ذلك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "مره فليراجعها ثم ليمسكها حتى تطهر ثم تحيض، ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعد وان شاء طلق قبل أن يمس، فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء". و انطلاقاً مما سبق يجمع علماء الأمة الإسلامية وفقهاؤها منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا هذا على إباحة الطلاق ولم ينكر ذلك أحد منهم، إلا أن الجميع يتفق على وجود الكثير من المحاذير المؤكدة لضرورة توخي العدالة عند التفكير في الإنفصال انطلاقاً من إرشاداته عليه الصلاة والسلام كما يظهر من الحديث السابق، وأيضاً لتقريره صلى الله علية وسلم "أبغض الحلال عند الله الطلاق". وفي هذا السياق أفتى سماحة الشيخ (www.ibnbaz.org.sa) عبد العزيز بن باز بالفتوى التالية "المشروع للمسلم اجتناب استعمال الطلاق فيما يكون بينه وبين أهله من النزاع، أو فيما بينه وبين الناس لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أبغض الحلال إلى الله الطلاق ولما قد يترتب على ذلك من عواقب وخيمة. وإنما يباح الطلاق عند الحاجة إليه وقد يستحب ذلك إذا ترتب عليه مصالح أو اشتد التضرر ببقاء المرأة لديه والمعنى ألا يطلق عند الحاجة إلى الطلاق إلا طلقة واحدة حتى يمكن من الرجعة إذا أراد ذلك ما دامت في العدة أو بعقد نكاح جديد بعد خروجها من العدة، كما يشرع له أن يطلقها في حال كونها حاملا أو في طهر لم يجامعها فيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ابن عمر رضي الله عنهما لما طلق امرأته وهي حائض أن يراجعها ثم يمسكها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم يطلقها إن شاء، قبل أن يمسها وقال له فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء وفي لفظ آخر لمسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر "مره- بعني ابنه عبد الله- فليراجعها ثم يطلقها طاهرا أو حاملا". ولا يجوز أن يطلق حال كون المرأة في الحيض والنفاس أو في طهر جامعها فيه وليست 12 حبلى ولا آيسة لحديث ابن عمر المذكور وهو تفسير لقوله تعالى يا أَيها النَّبِ ي إَِذا طَلَّقْتُم النِّساء فَ َ طلِّقُوهن لِعِدتِهِ ن ولا يجوز له أيضا أن يطلقها بالثلاث جميعا بكلمة واحدة أو في مجلس واحد لما روى النسائي بسند حسن عن محمود بن عبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغه أن رجلا طلق امرأته ثلاث تطليقات جميعا فقام غضبان ثم قال : أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم ولما في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال لمن طلق زوجته ثلاث تطليقات جميعا: لقد عصيت ربك فيما أمرك به من طلاق امرأتك". ولقد استنبط الفقهاء أحكام الطلاق وحالاته اعتماداً على فهمهم وتفسيرهم لأسرار التشريع القرآني والتوجيه النبوي، وتبعاً لذلك اختلفت الأحكام باختلاف فهمهم. وفيما يلي ملخص أحكام الطلاق الأساسية (السرخسي، 1398 ؛ أبو زهرة، د.ت؛ ابن رشد، د. ت؛ البهوتي، د. ت): واجباً: يكون الطلاق واجباً إذا لزم من عدم الطلاق الإضرار بالمرأة وفي حالة · طلاق المولي بعد التربص إذا أبى الفيئة، وطلاق الحكمين في الشقاق. مندوباً: يكون الطلاق مندوباً أي مستحباً في عدد من الحالات منها تضرر المرأة · بالنكاح لبغضها لزوجها، وعند تقصير الزوجة في حقوق الله الواجبة عليها كالصلاة ونحوها وعجز الزوج عن إصلاحها، أو كونها غير عفيفة قد يكون في إمساكها نقص ودناءة. مباحاً: يكون الطلاق مباحاً عند الحاجة إليه كالتضرر من بقاء النكاح، كما يكون · مباحاً في طهر لم يمسها فيه طلقة واحدة، ثم لا يتبعها طلاقاً آخر حتى تنقضي العدة. مكروهاً: يكون الطلاق مكروهاً عند سلامة الحال، أي الطلاق بدون حاجة، أو · جمع الطلقات الثلاث في طلقة واحدة. محرماً: وهو الطلاق في الحيض، أو في طهر أصابها فيه وهو ما يسمى طلاق · البدعة. 13 أسباب الطلاق: إن تأسيس السببية بالنسبة للطلاق مازال أمراً صعباً، حيث تعتمد الدراسات على التفسيرات البديهية أكثر من التفسيرات النظرية، فالنظرية مازالت جزءاً متخلفاً في بحوث الطلاق هذا من جانب ومن جانب آخر فإن هناك صعوبة في حصر أسبابه نظراً لوجود عدد كبير من العوامل المتداخلة والمختلفة والتي يمكن أن تؤدي إليه، فالطلاق لا ينتج في الغالب عن حادث وحيد بل هو نتيجة لعدة عوامل متعددة ومتداخلة متصلة بوظائف الحياة الأسرية، حيث تتفاعل وتتداخل مع بعضها البعض قد تفضي في نهاية المطاف إلى الطلاق. وبطبيعة الحال فان الأسباب قد تختلف نسبياً من مجتمع إلى آخر، فما يؤدي للطلاق في المدن قد لا يكون سبباً كافياً ومقنعاً له في الأرياف، كما تختلف الأسباب من أسرة إلى أسرة حسب تباينها الثقافي والإجتماعي والإقتصادي، بل داخل الأسرة الواحدة من جيل لآخر. وفي اتفاق مع ما سبق أظهرت الدراسات الغربية اختلافاً في أسباب عام 1990 التي White الطلاق حيث يستدل الثاقب ( 1999 ) على ذلك بدراسة وايت ربطت الطلاق بعوامل مثل ترتيب الزواج، وطلاق الوالدين، والعمر عند الزواج، والحمل والإنجاب قبل الزواج أو أثناء الزواج، والعمر ومدة الزواج، والعنصر. كما تبين أن انخفاض نسبة الإناث والسن المتأخر للزواج تؤدي إلى انخفاض معدلات الطلاق. وقد أظهرت الدراسة أيضا أن التنمية الإجتماعية و الإقتصادية وعمالة المرأة لها علاقة ذات دلالة إحصائية بارتفاع معدلات الطلاق. ويشير الثاقب ( 1999 ) أيضاً إلى إختلاف الأسباب مستدلاً بنتائج بعض الدراسات التي أجريت في المجتمعات النامية. ومن ذلك على في عام 1992 والتي أشارت إلى أن Lia & Heaten سبيل المثال دراسة ليا و هيتن معدلات الطلاق في الصين ترتفع بين الفئات الشابة و الفئات التي يتم الزواج فيها بترتيب في عام 1990 على عينة من بورتيريكو والتي وجدت Canabal العائلة، ودراسة كانبال 14 أن الطلاق ذو علاقة سلبية بمدة الزواج، وعدد الأبناء، وتعليم المرأة، كما وجدت أن للطلاق علاقة إيجابية بعمالة المرأة، والإقامة في المناطق الحضرية، والزواج القانوني. وفي العالم العربي نجد أن المتوفر من الدراسات يناقش أيضاً العديد من الأسباب المختلفة للطلاق وذلك بإختلاف الثقافة والمجتمعات، ففي دراسة بسيوني ( 1967 ) لمشكلة الطلاق على عينة مصرية تبين أن للطلاق العديد من الأسباب الممكن تلخيصها في: 1. نشأة المطلقات خلال طفولتهن في أسر تتسم بالتفكك. 2. تدخل الأهل في الزواج سواء قبله أو بعده وسماح الزوج بهذا التدخل. 3. الجهل بالأمور الجنسية لكل من الزوجين. 4. عدم الكفاءة من الناحية الاجتماعية والتعليمية بين الزوجين وما ينشأ عنهما من اختلاف في العادات والتقاليد والبيئة. 5. عدم تأهيل كل من الزوجين لحياة الزوجية عن طريق التوعية والتعليم في المدارس والمعاهد بواجبات الأسرة وحقوقها على كل من الزوجين وكيفية حل مشكلاتها. 6. ضعف المرأة في أغلب الأحيان وعدم مشاركتها في الحياة والمسئولية مشاركة إيجابية. 7. الفرق في السن بين الزوجين، كأن يكبر الزوج زوجته بعشرين سنة فلا تلبث الغيرة أن تدب في قلب الزوج وكثيراً ما تنحرف الزوجة وتخرج عن تقاليد الأسرة. 8. عقم أحد الزوجين أيضاً من الأسباب الهامة. 9. سهولة الطلاق وإباحته جعل الأمر هيناً وبسيطاً، فأي خلاف يقع بين الزوجين يؤدي إلى الطلاق أو الإختلاف داخل الأسرة. 10 . خروج الزوج من البيت وغيابه لمدة طويلة وميله للحرية التي كان يتمتع بها قبل الزواج وقد تخرج الزوجة هي الأخرى تاركة مسؤولياتها مما يؤدي إلى تفكك الأسرة وانحلال روابطها من تعاون ومشاركة وهذا يحدث في المدينة بنسبة أعلى من القرية. 15 وفي دراسة برهوم ( 1977 ) على عينة من الأردن تبين أن أسباب الطلاق ترجع بصفة عامة إلى تدخل أسرتي الزوجين في المشكلات الخاصة بهما، وجود نساء أخريات في حياة الزوج، العقم، والمشكلات الجنسية، وجود مشاكل اقتصادية. كما أرجعت دراسة الجابر ( 1996 ) على عينة قطرية أسباب الطلاق إلى عدد من العوامل شملت التقاليد الموروثة بما تمثله من عدم الرؤية قبل عقد الزواج، وتدخل الأهل في إختيار الزوج أو الزوجة، و فارق السن الكبير بين الزوجين، وزواج البدل، نظرة الرجل إلى الزوجة نظرة دونية وبدرجة لا ترى المرأة فيها إلا مربية لأطفاله وراعية لبيته دون مراعاة لمشاعرها كإنسان وزوجة، الجهل وعدم الفهم السليم لأحكام الشريعة الخاصة ببناء الأسرة، وما فرض الله على كل من الزوجين من حقوق نحو الأخر، وما أمر به عند حدوث نشوز أو إعراض من الزوجين وما وضعه من قيود على الطلاق وجعله في أضيق الحدود أو عند الضرورة، و فساد الأخلاق، والسعي وراء الشهوات، وتبديد الأموال في المحرمات وسوء التربية مع انتشار مظاهر الترف الاقتصادي التي تدفع إلى التسابق في شكليات ترهق الزوج مادياً وتدفعه في النهاية إلى الطلاق. وتشير دراسة الثاقب ( 1999 ) على عينة كويتية إلى الكثير من الأسباب السابقة بالإضافة إلى تعدد الزوجات، ومشكلات النفور وعدم الاقتناع بالزوج أو الزوجة وإعتبار الزواج غلطة يجب تصحيحها، و الزواج دون أخذ رأي كلا الطرفين كزواج أبناء العمومة والأقارب، وأيضاً معاناة أحد الزوجين من مشكلات المرض النفسي والجسدي والغيرة والشك والإعتقاد بالسحر وتردد أحداهما على العيادات النفسية أو المشعوذين. وتضيف دراسة الجنابي (د. ت.) على عينة عراقية من المطلقين إلى أن كثيرا من حالات الطلاق ترجع إلى سوء إختيار الزوجين لبعضهما البعض و إنعدام أو قصر فترة الخطوبة بحيث لا تسمح للمخطوبين التعرف على بعضهما قبل الإقدام على الزواج بحيث تعطيهما الفرصة للتراجع في حالة الإختلاف. 16 وفي المجتمع السعودي تشير شلبي ( 1411 ه) في دراستها على عينة سعودية في مدينة جدة إلى عدد من أسباب الطلاق في السعودية وتشمل: 1. عدم النضج الكافي بالنسبة للزوجة فمعظم المطلقات في المجتمع السعودي تزوجن في سن أقل من 20 سنة. 2. سوء إختيار الزوج أو الزوجه. 3. عدم قدرة المرأة تفهم الحياة الزوجية. 4. عمل المرأة المؤدي إلى عدم إهتمامها بالزوج وبالأولاد. 5. تعدد الزوجات كان من أهم أسباب الطلاق في المجتمع السعودي. 6. أسلوب الأسرة في اختيار الزوج والضغط من الأهل على الفتاة أو الشاب لإتمام زواج مرفوض من الطرفين أو احداهما. 7. المشكلات الجنسية و عدم التوافق الجنسي بين الزوجين بظاهرة الطلاق في المجتمع السعودي حيث يشير 30 % من الذكور المطلقين أن عدم التوافق الجنسي مع الزوجة كان السبب في الطلاق. إلا أنه وعلى العكس من ذلك يرفض الإناث هذا السبب، ولعل ذلك يرجع إلى البيئة الإجتماعية التي تمنعهن من التصريح بمثل هذه الأمور والخجل من مجرد الكلام في مثل هذه الموضوعات. 8. تدخل أسرة الزوجين في الحياة الزوجية الشخصية أثره السلبي حيث تبين أن مثل هذا التدخل كان سبباً في طلاق 40 % من الرجال والنساء. 9. سفر الزوج المتكرر وعلاقته القوية بالطلاق في المجتمع السعودي، ويرجع ذلك إلى قناعة النساء بخيانة الأزواج للرباط الزواجي عند سفرهم. وإعتماداً على ما سبق فإن الباحثة ترى أنه بالإمكان تصنيف أسباب الطلاق في المجتمعات الغربية والعربية والمحلية إلى أسباب عامة وأسباب خاصة. وتشمل الأسباب العامة الظروف الإقتصادية، تطور مركز المرأة الإجتماعية وحريتها ونزولها إلى ميدان العمل وشعورها بقيمتها واستقلالها الإقتصادي، عدم قيام الزواج على أسس واضحة، إذ قد 17 يقوم على دوافع المنفعة أو التورط، الإختلاف في المستوى الثقافي والوضع الإجتماعي والسن، الإخلال بالشروط المتفق عليها، عدم الإستقرار العائلي وتعذر الوصول إلى حل وسط بصدد المشاكل والعوامل المؤدية إلى التوتر في محيط الأسرة، ضعف الوازع الديني والأخلاقي. أما الأسباب الخاصة فمنها ما يرتبط بالزوج مثل الكراهية، تعدد الزوجات، سوء معاملة الزوجة، عدم القدرة على تحمل نفقات الأسرة، الفرق في السن، المرض، عدم توفر العمل المناسب لأداء واجبات الأسرة، ضعف الإلتزام وعدم القدرة على التوافق، ومنها أيضاً ما يتعلق بالزوجة مثل كراهية الزوج والنفور منه، سوء أخلاق الزوج ورعونته، مرض الزوجة وعدم قدرتها على أداء واجباتها الزوجية المشروعة، خيانة الأمانة الزوجية، فارق السن وعدم طاعة الزوج. رؤية نفس اجتماعية لتطور عملية الطلاق: يذهب علماء الاجتماع إلى أن الطلاق مرض اجتماعي خطير يهدد كيان المجتمع والأسرة والأفراد، وقد لوحظ أنه كلما أصبح الطلاق ميسوراً كلما زاد استهتار الناس بالزواج كنظام اجتماعي. ومن هنا تزايدت معدلات الطلاق في العالم الغربي والعربي نتيجة تخفيف القيود الزوجية. وتيسير أسباب الطلاق، فضلاً عن معرفة الناس بالقوانين المتعلقة بالطلاق حتى قبل إقدامهم على الزواج. ولا شك في أن الطلاق عملية تطورية، تبدأ بظهور الأسباب ثم تستمر العملية إلى ما بعد الطلاق، وفي ذلك يشير عمر ( 1992 ) إلى أن الطلاق يمر بسبعة مراحل سيكولوجية منفصلة ولكنها مترابطة مع بعضها حيث تؤدي إحداها إلى الأخرى، وتعتبر المرحلة التالية نتيجة طبيعية للمرحلة السابقة عنها. ويمر الزوجان بهذه المراحل على حد سواء حيث يتأثر كل منهما بها، وهي على الترتيب التالي: 18 أ. مرحلة الإنفصال الفكري: إن بداية ظهور المشكلات بين الزوجين و استمراريتها كفيل بأن يحدث إنفصال فكري بينهما حيث يفكر كل منهما بطريقة مختلفة عن طريقة تفكير الآخر حول هذه المشكلات، بل قد تكون مضادة لها وعلى النقيض منها مما يزيد من شدة الخلاف بينهما. ومما يصعد الخلافات حتى ليصعب الإلتقاء بينهما على فكرة مشتركة. وتمثل هذه الحالة البداية للإتجاه نحو الطلاق، إذ يؤدي استمرارها إلى المرحلة الثانية والمتمثلة في التباعد الوجداني. ب. مرحلة الإنفصال الوجداني: مع إستمرارية الإنفصال الفكري بين الزوجين واحتفاظ كل منهما برأيه الخاص المخالف والمنفصل عن رأي الطرف الآخر، يبدأ كل منهما ممارسة سلوكيات قد تكون غير مرغوبة وغير مقبولة في نطاق الأسرة. هذا الانفصال الفكري والسلوكي يؤدي إلى انفصالهما الوجداني و برود مشاعرهما وأحاسيسهما وعواطفهما نحو بعضهما. ج. مرحلة الإنفصال الجسدي: مع إستمرارية التباعد الوجداني والعاطفي، تبدأ مرحلة جديدة حيث يؤدي ذلك إلى التباعد الحقيقي على المستوى المادي فيصبح أداء الحقوق والواجبات الزوجية بين الزوجين عمل روتيني أشبه بأداء الواجب، مما يزيد من كرههما لبعضهما، وبالتالي يعمد كل منهما إلى الإنفصال الجسدي عن الآخر بطريقة عملية حيث يستخدمان فراشين منفصلين عن بعضهما. د. مرحلة الإنفصال الشرعي القانوني: عندما تصل الحالة بالزوجين إلى الإنفصال المادي (الجسدي)، لا يكون هناك مبرر لوجودهما مع بعضهما في بيت واحد حيث لا تتحقق أدنى 19 معاني الحياة الزوجية التي ينشدها كل منهما، فيصبح الطلاق موضع تفكير أحداهما أو كليهما، وقد يتحول التفكير إلى قرار فعلي حيث تنتهي الحياة الزوجية بالطلاق. ه. مرحلة الإنفصال الإقتصادي المادي: يصاحب عادة واقعة الطلاق إجراءات إقتصادية يحكمها الشرع والقانون، حيث يبدأ كل من الزوجين دفع ما عليه من التزامات مادية وأخذ ماله منها، وقد تتم التسوية المادية بينهما بالحسنى، وفي جو من التسامح والإحترام المتبادل للآخر، وقد ترتبط هذه المرحلة بالكثير من المشكلات، حيث قد يثير أحد الطرفين أو كليهما المشكلات التي لا هدف منها إلا التنفيس عن مشاعر الحقد والإنتقام وشدة الكراهية من الطرف الذي يثيرها وقد يكون ذلك لعدم رغبته في أداء التزاماته، مما يقود إلى مزيد من الصراعات، فيواجه كل منهما الآخر بأسراره، وكشف عيوبه وتعرية ما خفي من سلوكياته في ساحات المحاكم وأمام الأصدقاء والأسرة. و. مرحلة الإنفصال الأبوي: قد يكون في الطلاق نهاية لبعض مشكلات الزوجين، ولكنه بلا شك سيتسبب في مشكلات أخرى تؤثر تأثيراً مباشراً على أطفالهما إذا كان لهما أطفال. وقد يتفق المطلقان بطريقة ودية متميزة بالتسامح والتفاهم على كيفية رعاية الأطفال من حيث توفير المكان المناسب الذي يأويهم، وتحديد الشخص المناسب الذي يشرف على رعايتهم، وعلى مصدر الإنفاق، ومقداره اللازم لتغطية مصروفاتهم ونفقاتهم، وطريقة لقائهم بأبويهم، وغيرها من الأمور التي عادة تنظم علاقة المطلقين ببعضهما وبأطفالهما بعد حدوث الطلاق مباشرة وخلال الفترات التالية لها لأنها تعتبر مرحلة إنفصالية بالنسبة لأحد الأبوين عن أطفاله لوجودهم عند الطرف الآخر، أو إنفصالهما هما الإثنان عن أطفالهما لوجودهم مع أحد الأقارب أو في أماكن خاصة تتولى رعايتهم والأشراف عليهم. 20 ز. مرحلة الإنفصال النفسي الإنفعالي: يعتقد بعض المطلقين أن المشكلات تنتهي بالطلاق أو حتى بالقدرة على الإتفاق على حل مشكلات الأبناء، إلا أن هناك مشكلات تظهر من نوع جديد تمس الجانب الشخصي للمطلقين والمطلقات لأنها تتعلق بالحالة النفسية المضطربة لهما، والتي تؤثر بالضرورة على إنفعالاتهما التي تضطرب بصورة ملحوظة وواضحة للجميع. وتتصف مرحلة الإنفصال الإنفعالي النفسي التي يمر بها الشخص في هذه المرحلة بانعزاله عن الناس وتفضيله الإختلاء بنفسه لمراجعة حساباته، وإستعادة ذكرياته بحلوها ومرها مع الطرف الآخر، وتقويم سلوكياته معه، وتحديد إيجابياته وسلبياته، ومقارنة واقعه بعد الطلاق بحاله أثناء الزواج، ورسم خططه المستقبلية، والتعرف على إمكانياته وقدراته ومدى إمكانية البدء من جديد في خطوة أخرى نحو زواج ثان، ومن ثم ينتاب الشخص المطلق عقب طلاقه مباشرة حالة من القلق الدائم والإكتئاب المستمر، مما يجعله يشرد بذهنه عما حوله. وقد يتعثر المطلق بعد طلاقه مباشرة، فلا يستطيع عبور مرحلة الإنفصال الإنفعالي النفسي، مما يدفعه لمقاومتها والتغلب عليها بكافة الوسائل السوية وغير السوية. فقد يغرق نفسه في أعمال إضافية جادة ترهق أعصابه وتوترها، أو في أعمال ترفيهية تبعده عن الواقع الذي يعيشه، فيصبح على هامش الحياة لا نفع منه ولا قيمة. ويشير عمر ( 1992 ) إلى تأكيد الدراسات السيكولوجية للآثار السلبية للطلاق حيث تفيد بأن نسبة كبيرة من المطلقين والمطلقات يعانون من تنوع متباين من الاضطرابات الانفعالية الحادة والأمراض النفسية الشديدة ومنها الشعور بالقلق والإكتئاب والصراع وعقدة الذنب، وتأنيب الضمير وإيلام ألذات وكره ألذات والاضطرابات السيكوجنسية ويتعرضون كثيراً للإحباط، ويخبرون مشاعر الحرمان والظلم والقهر والتوتر، وتتسلط عليهم أفكار العداوة والتشاؤم والانهزامية، وجميعها مشاعر وأفكار سيئة ترتبط بقائمة طويلة من الأمراض السيكوسوماتية والعادات السلوكية كتعاطي المخدرات وإدمان الكحول. | |
|
دودا عضو فضى
عدد المساهمات : 405 نقاط : 688 تاريخ التسجيل : 08/05/2010 العمر : 35
| موضوع: رد: الجزء الثانى من الرسالة لعينة المطلقات والغير مطلقات الأحد يونيو 20, 2010 4:04 pm | |
| | |
|
دودو عضو برونزى
عدد المساهمات : 260 نقاط : 410 تاريخ التسجيل : 28/04/2010 العمر : 35
| موضوع: رد: الجزء الثانى من الرسالة لعينة المطلقات والغير مطلقات الأحد يونيو 20, 2010 6:45 pm | |
| | |
|