التجارب المعملية فى علم النفس

التجارب المعملية في علم النفس

يحصلعلماء النفس على معلوماتهم عن الطبيعة البشرية بطرق مختلفة منها الملاحظة العلمية و المقاييس و الاختبارات المختلفة و التجارب المعملية المضبوطة . كما يستخدمون الأساليب الإحصائية المتنوعة حتى يحللون النتائج المختلفة في بحوثهم و تجاربهم و ملاحظاتهم . و يعتبر معمل علم النفس هو المكان المثالي لملاحظة السلوك و الانفعالات , حيث انه بإمكان الباحث أن يضبط الموقف التجريبي و بالتالي يستطيع أن يقيس جميع عناصره و مكوناته. كما يختلف المعمل عن العالم الخارجي الذي يجفل بالأشياء و الناس ( عباس عوض _ 1994 _ 73 ).

و لقد تقدم علم النفس و أصبح يستخدم كثيرا من التجارب المتنوعة للكشف عن حقائق جديدة كما تفعل العلوم الأخرى . وقد توصل العلماء إلى إقامة الكثير من التجارب على التعلم و الشغل و التعب و ضعاف العقول .....الخ . وقد أعتمد العلماء على التجربة للوصول إلى المعرفة كونها تتميز بالتحكم في الشروط و العوامل و الظروف التي تحيط بالظاهرة المراد دراستها . أي أن كل الشروط و العوامل المحيطة تخضع للتعديل و التبديل من قبل المجرب . وبذلك تصبح التجربة عبارة عن ملاحظة في ظروف يحددها أو يوجدها الباحث بقصد المعرفة في ناحية خاصة من نواحي السلوك ( محمد إبراهيم _2004_ 143-144).

و لعل الأهمية التي يكتسبها المنهج التجريبي عوضا عن باقي مناهج البحث العلمي في مجال علم النفس ترجع إلى ما يتميز به هذا المنهج في اعتماده على التجربة المعملية بشكل أساسي و مباشر. فهو يقوم على إجراء التجارب و تصميم الخطط لتنفيذها مع مراعاة الشروط و الخطوات التي ينبغي للباحث اتباعها عندما يستخدم هذا المنهج الدقيق . و رغم النقد الموجه لهذا المنهج و القائم على كونه يعزل السلوك عن المواقف الفعالة في الحياة , إلا أن هذا النقد لا يمكن أن يقلل من قيمة التجارب المعملية , كما انه لا يمنع العلماء من المضي في أداء تجاربهم التي أشارت إلى إنجازات كبيرة في مجال علم النفس .

و نظرا إلى الأهمية البالغة للتجارب العلمية فقد هدفت الباحثة في هذا التقرير إلى تحديد مفهوم التجربة وطبيعتها و الشروط و الخطوات اللازم اتباعها أثناء إجرائها داخل المعمل وخارجه . بالإضافة إلى أهم ما يميزها كأسلوب علمي للوصول إلى الحقائق المعرفية الهامة .

_ مفهوم التجربة :

1) أن تجري تجربة معناه أن تنظم الظروف و العوامل المحيطة بالظاهرة التي تدرسها بطريقة معينة , ثم تلاحظ ماذا يحدث ؟ و هل ستجد الشيء نفسه عند تكرار تلك الظروف ؟ أم انه عندما تكون الظروف واحدة فإن النتيجة ستكون واحدة (محمد عبد الحميد _ 2004_ 144 ).

2) هي تغير مدبر يحدثه الباحث عمدا في ظروف الظواهر أو هي إحداث ظاهرة في ظروف صناعية معينة يرتبها الباحث قبل إجرائها ( احمد راجح _ب ت. _56).

_ طبيعة التجربة :

التجربة العملية تنطوي على مشاهدة موضوعية لمتغيرات تحدث في ظل الظروف المضبوطة بدقة عالية . و تحتوي التجربة على مجموعة أو اكثر ينبغي أن تبقى كل العوامل المسببة لحدوث التغيرات ثابتة فيها ما عدا عامل واحد منها يتغير على نحو منظم بينما يلاحظ التغيرات المصاحبة التي تطرأ على تلك المجموعة . وعادة ما يكون هذا العامل هو موضوع الدراسة الذي يراد معرفة تأثيره على سلوك معين تابع له .

و يرى الكثير من العلماء أن أداء التجارب في علم النفس يجب أن يعاد أكثر من مرة , وذلك لأن العوامل غير المضبوطة قد تحجب نتائج التجربة التي تكون حاسمة . و في ضوء ذلك فالنتائج في بحوث علم النفس لا تعد حقائق إلا إذا كانت تلك النتائج متسقة خلال ظروف متنوعة . و على هذا فإن العالم في مجال علم النفس يجب أن يكون قادرا على محو نتائجه إذا بدى منها مالا يمكن اعتماده في ضوء إعادتها في ظروف اكثر ضبطا (عباس عوض _ 1994_ 79).

_ عناصر التجربة :

عند الحديث عن الموقف التجريبي تبرز لنا عناصر هامة وهي على النحو التالي :

1) المتغير المستقل ( التجريبي ) : وهو المتغير الذي يتحكم فيه الباحث عن قصد في التجربة و يتم ذلك بطريقة معينة و منظمة .

2) المتغير التابع ( المعتمد ) : و هو السلوك الناتج عن المتغير المستقل.

3) المجموعة التجريبية : هي المجموعة التي يستخدم فيها الباحث المتغير المستقل و يلاحظ مدى تأثيره على سلوك معين.

4) المجموعة الضابطة : هي المجمعة التي لا تتعرض للمتغير المستقل.

5) المتغير الدخيل : هو المتغير الخارجي الذي يؤثر على النتائج الذي يحدثها المتغير المستقل في التجربة وذلك إما بالزيادة أو النقصان أو انعدام الأثر كليا .

و تعتمد التجربة العلمية في أبسط صورها على قانون المتغير الواحد . كما يمكن أن تحتوي التجربة على عدد من المتغيرات المستقلة و التابعة وعلى عدد من المجموعات التجريبية و الضابطة , كما يمكن أن تكون المجموعة الضابطة هي ذاتها التجريبية في تجربة واحدة (جابر عبد الحميد _ 1986_206).

_ ضبط التجربة :

هنالك متغيرات خارجية تؤثر في المتغير التابع في التجربة , وهي كثيرة ومتنوعة منها ما يتصل بخصائص العينة و منها ما يتصل باجرات التجربة ذاتها و منها ما هو دخيل يؤثر على التجربة . و ضبط هذه المتغيرات داخل التجربة له أهمية كبيرة في معرفة درجة صحة النتائج المتوصل إليها . و حتى يمكنا أن نرجع وجود اختلاف معين بين المجموعة التجريبية و الضابطة إلى أثر المتغير التجريبي وحدة و ليس إلى متغيرات أخرى لم تضبط في التجربة و تؤثر في أثر هذا المتغير بالزيادة أو النقصان . و لعل أهم ما ينبغي أن يهدف إليه المجرب أثناء ضبط التجربة هو ما يلي :

1) عزل المتغيرات التي تؤثر على نتائج التجربة . فمثلا في تجارب الإدراك الحسي التي تتميز باللمس يمكن للباحث عزل جميع المتغيرات البصرية إجراء القيام بالتجربة .

2) تثبيت المتغيرات مثل السن و الذكاء و غيرها , و يتم ذلك حتى يكون تأثيرها واحد على المجموعتين الضابطة و التجريبية حيث يمكن اختيار أفراد لهم عمر زمني وعمر عقلي واحد , وبذلك يكون لهم نفس المتوسطات و الانحرافات المعيارية في هذه المتغيرات .

3) التحكم في درجة تأثير المتغير التجريبي على المتغيرات التابعة.

و يلجأ المجرب إلى طرق عديدة لضبط المتغيرات مثل الطرق الفيزيقية كالميكانيكية و الكهربائية, و الطرق الإحصائية , و الطرق الانتقائية , وذلك في سبيل تحقيق الأهداف السابقة. ( جابر عبد الحميد_ 1986_ 206 ).

_ شروط إجراء التجربة :

عند إجراء التجربة يجب مراعاة الشروط التالية :

1) ضرورة تكرار التجربة أكثر من مرة لأجل الوثوق في صحة نتائجها.

2) ضرورة تجنب العوامل الشخصية كالعواطف و الميول .

3) ضرورة تدوين النتائج المتوصل إليها كما هي دون التدخل فيها ( محمد إبراهيم _ 2004 _ 145).

_ خطوات إجراء التجربة :

حتى يمكن إجراء التجربة في ظروف منطقية والحصول على نتائج سليمة يجب على الباحث أتباع الخطوات التالية :

1) تحديد عنوان للتجربة .

2) مراجعة الدراسات السابقة المتصلة بموضوع التجربة.

3) صياغة المشكلة في شكل سؤال .

4) تحديد الفرض الذي يمثل حلا مؤقتا للمشكلة .

5) تحديد المتغيرات المستقلة و تعريفها تعريفا إجرائيا.

6) تحديد المتغيرات الدخيلة و أساليب ضبطها.

7) اختيار التصميم التجريبي الملائم لدراسة المشكلة.

Cool

تحديد العينات أو المفحوصين ووصف خصائصهم و أساليب اختيارهم بشكل مفصل .

9) اختيار ووصف انسب الأجهزة و المقاييس الملائمة لموضوع التجربة.

10)تحديد خطوات إجراء التجربة بالتفصيل للقيام بها فعلا.

11)اختيار انسب الأساليب الإحصائية الملائمة لتحليل البيانات التجريبية .

12)حدود تعميم النتائج في ضوء خصال المفحوصين أو العينات ( محمد الصبوة و آخرون _ 1995 _ 84).

_ مميزات التجربة :

تتميز التجربة العلمية ببعض لخصائص التي تنفرد بها عن غيرها من أساليب ملاحظة السلوك في مجال علم النفس و لعل أبرز هذه المميزات تظهر في التالي :

1) يمكن تصميم الخطة واضحة للتجربة قبل تنفيذها.

2) تحديد حدوث الظاهرة في ظروف معينة تسمح للمجرب ملاحظتها بدقة . كما تسمح له بتنفيذها و إعادتها و التحقق من نتائجها .

3) إمكانية تغير ظروف التجربة.

4) تتيح التجربة قياس أثر العوامل المهمة في إحداث الظاهرة . أي أنها تتيح للمجرب تقديرها تقديرا كميا و عدديا .

5) تختبر صحة الفرض الموضوع في دراسة ما و لا تكتفي بدعمها و تأييدها.

6) إمكانية ضبط العوامل و الظروف المؤثرة في موقف معين و هذا مالا يتسنى للمجرب في المواقف الطبيعية (أحمد راجح _ ب ت. _ 57-58).

_ المراجع:

1) محمد إبراهيم عبد الحميد _ علم النفس التربوي _الطبعة الأولى _ دار الشروق _ الرياض _ 2004م.

2) محمد نجيب صبوة _ عبد الفتاح القرشي _ علم النفس التجريبي _ الطبعة الأولى _ دار القلم _ القاهرة _ 1995م.

3) عباس محمود عوض _ علم النفس العام _ الطبعة الثانية _ دار المعرفة _ الإسكندرية _ 1994م.

4) جابر عبد الحميد جابر _ أحمد خيري كاظم _ مناهج البحث في التربية و علم النفس _ الطبعة الأولى _ دار النهضة العربية _ القاهرة_1986م

5) أحمد عزت راجح _ أصول علم النفس _ الطبعة التاسعة _ المكتب المصري الحديث _ الإسكندرية _ ب ت

مشكووووووووووووووور

مشكوررررررررررررررر

شكراااااااااااااااااااااااااااااااااا
يا برنس

» علم النفس الإيجابي1
» علم النفس الأيجابى
» علم النفس العام
» علم النفس الفسيولوجى
» علم النفس الإيجابي2