منتدي استشارات نفسية
منتدي استشارات نفسية
منتدي استشارات نفسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى قسم علم النفس
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

المؤتمر الأقليمى الحادي عشر لقسم علم النفس بكليه الآداب جامعه طنطا , (( دور علم النفس في مواجهة التحولات الاقليمية والدولية)) , فى الفتره من ( 14-16 / 4 / 2015 )

كيفيه ارسال الابحاث : ترسل البحوث باسم الاستاذ الدكتور أحمد عبد الفتاح عياد رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعه طنطا ومقرر المؤتمر (( dr.ayaid@yahoo.com ))  


 

 الجزء الثالث للرسالة لعينة المطلقات وغير المطلقات

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Ahmed Mansour
عضو فضى
عضو فضى
Ahmed Mansour


ذكر عدد المساهمات : 366
نقاط : 457
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 34

الجزء الثالث للرسالة لعينة المطلقات وغير المطلقات Empty
مُساهمةموضوع: الجزء الثالث للرسالة لعينة المطلقات وغير المطلقات   الجزء الثالث للرسالة لعينة المطلقات وغير المطلقات Emptyالإثنين أبريل 12, 2010 10:27 pm

]تقديم:
بالرغم من أهمية القلق الموضوعي كمحفز للإنسان لإشباع حاجاته المختلفة، فقد
عانى الإنسان منذ القدم من الجوع والمرض والعبودية والحرمان، ومن الحروب
والكوارث الطبيعية، مما جعله يعاني من القلق بدرجات تفوق أحياناً الدرجة الموضوعية.
وفي العصر الحديث، لم يقف الأمر عند هذا الحد، حيث أصبح الإنسان يواجه ظروفا أكثر
شدة فهو يعاني الآن من مواجهة التعقد الحضاري، وسرعة التغير الإجتماعي، والتفكك
العائلي بمختلف أشكاله، وضعف القيم الدينية والخلقية، وزيادة أعباء الحياة، ومتطلباتها،
وانتشار الفقر والجهل والصراع الطبقي والمادي والطائفي، وانتشار الحروب بشكل أكثر
ضراوة ووحشية، كل هذه العوامل وعوامل أخرى زادت من حدة القلق المرضي وما
يرتبط به من اضطرابات نفسية وسيكوسوماتية أخرى عند الأفراد. ولعل ذلك سبباً كافياً
لتسمية العصر بعصر القلق.
هذا التطور الكبير دفع الكثير من العلماء وخاصة من الوجوديين والتحليليين إلى
التركيز على القلق كأساس للاضطرابات النفسية. ولعل مما يثير الانتباه أن نعلم "أن
المفهوم لم يكن مألوفا في الدراسات النفسية حتى الثلاثينات من هذا القرن، ثم بدأ ينتشر
.( بظهوره في كتابات فرويد" (سوين، 1408
وقد شاع استخدام هذا المفهوم منذ ذلك التاريخ، واستخدمه الكثيرون ممن كتبوا
في علم النفس في مجالاته المختلفة، فقد استخدمه التحليليون بعد فرويد، واستخدمه
السلوكيون، كما استخدمه من يتخذون المنحى الوجودي في نظرتهم إلى الإنسان، ولم يغفل
22
عن استخدامه من يتحدثون الآن في علم النفس الإنساني، بحيث أصبح من الواجب على
من يتعرض للحديث عن هذا المفهوم أن يحدد أولاً الإطار النظري الذي يتناوله فيه.
مفهوم القلق:
يشير مصطلح القلق في المعاجم العربية إلى حالة الإنزعاج والحركة المضطربة
(ابن منظور، ب. ت)، كما يعرف في المعاجم الإنجليزية على نفس النحو، حيث يعرف
على أنه "إحساس مزعج في العقل ينشأ (Hornby, 1989) Oxford في معجم اكسفورد
Webster ( من الخوف وعدم التأكد من المستقبل". كما يعرف في معجم وبستر ( 1991
على أنه "إحساس غير عادي وقاهر من الخوف والخشية، وهو دائماً يتصف بعلامات
فسيولوجية مثل التعرق والتوتر وازدياد ضربات القلب وذلك بسبب الشك بشأن حقيقة
التهديد وبسبب شك الإنسان بنفسه حول قدرته على التعامل مع التهديد بنجاح".
وعلى المستوى الإصطلاحي ترتبط التعريفات في الغالب بالأطر النظرية التي
ينتمي إليها المعرفون. وعلى هذا الأساس فإنه لا يمكن القول بأن هناك تعريف شامل
لمصطلح القلق يمكن أن يعكس كل هذه التوجهات. فعلى سبيل المثال يعرف فرويد القلق
العصابي على أنه "شعور غامض غير سار بالتوقع والخوف والتحفز والتوتر مصحوب
عادة ببعض الإحساسات الجسيمة، ويأتي في نوبات تتكرر لدى نفس الفرد" (الزراد،
1984 ). في حين ينظر إليه السلوكيون ومنهم شامز ودوركسي (فهمي، 1967 ) على أنه "
تعميم لاستجابات الخوف الحادثة كنتيجة لمواقف أو أحداث ما". وعلى خلاف ذلك ينظر
( باترسون، 1990 ) Beck إليه المعرفيون على انه نتاج لخلل فكري، حيث يعرفه ببك
على انه "انفعال يرتبط بتوقع لخطر محتمل".
وانطلاقاً مما سبق يمكن القول بأن هذه التعاريف تعكس نظرة المنظرين حيث
ركزت تعريفاتهم على طبيعة نمو وتطور هذا الاضطراب. هذا بطبيعة الحال يستوجب
23
تقديم تفاصيل أكبر وهو ما سوف يستعرض بإختصار في نظريات القلق. وخلافاً لذلك فإن
التحديد بالإعتماد على الأعراض الملاحظة يمكن أن يكون أكثر دقة، ومثالاً على ذلك
تصنيف القلق في دليل الطب النفسي الأمريكي وهو ما سيأتي الحديث عنه مستقبلاً.
النظريات النفسية المفسرة للقلق:
القلق في نظرية التحليل النفسي: ·
رائد مدرسة التحليل النفسي من أوائل من تحدثوا عن القلق Freud يعتبر فرويد
في علم النفس، بل ويرى البعض أن هذا المفهوم لم يشيع استخدامه إلا عندما شاع في
كتابات فرويد، حيث يعود الفضل إليه في توجيه علماء النفس إلى الدور الهام الذي يلعبه
القلق في حياة الإنسان. و يعرف فرويد القلق العصابي على أنه "شعور غامض غير سار
بالتوقع والخوف والتحفز والتوتر مصحوب عادة ببعض الإحساسات الجسيمة، ويأتي في
نوبات تتكرر لدى نفس الفرد" (الزراد، 1984 ). ولا ترجع نشأة هذا النوع من القلق إلى
مصدر خارجي، فهو قلق ينشأ من ضغط الغرائز المكبوتة للتعبير عن نفسها وكسر
حواجز الكبت. وبعبارة أخرى ينشأ القلق العصابي كميكانيزم داخلي غير مدرك عندما
وإشباع تلك "Ego Defense Mechanism بالتغلب على "دفاعات الأنا "Id تهدد "ألهو
في سبيل "Ego الحفزات الغريزية التي لا يوافق المجتمع على إشباعها والتي جاهد "الأنا
كبتها. فالقلق إشارة إنذار تطلق "للأنا" لتحفيزها على العمل على كبت تلك الرغبات،
وغالباً ما تلجأ الأنا في سبيل ذلك إلى الحيل الدفاعية كالتبرير والإسقاط والنكوص
وغيرها من حيل دفاعية، غير أن استخدام هذه الحيل لا يؤدي إلا إلى راحة مؤقتة، ويشتد
القلق وتلجأ لا شعورياً إلى وسيلة أخرى في محاولة أخيرة للتمويه لتحقيق استمرارية كبت
هذه الخبرات الأشد إيلاماً من القلق نفسه. ويرى فرويد أن القلق العصابي يمكن أن يظهر
في صورة قلق عام لا يرتبط بموضوع محدد يشعر فيه الفرد بحالة من الخوف العام غير
24
المحدد. كما يمكن أن تظهر المخاوف كمخاوف عصابية حتى وإن كانت من موضوعات
محددة إذا فاقت في شدتها ما هو متوقع أو إذا كانت المثيرات لا تثير القلق أساساً لدى
الأشخاص العاديين ومن ذلك الخوف مثلاً عند رؤية الدم أو الحشرات. أخيراً فإنه يمكن
أن يظهر في صورة قلق مصاحب لاضطرابات اشد كالهستيريا مثلا، إن الشخص
المصاب بهذه الأعراض يشعر بقلق أحيانا خوفا من توقع حدوثها، إن هذا التوقع يجعله
.( في حالة تهديد (فهمي، 1997
عن فرويد، إلا أنه بقي متأثراً بفكره. ولقد ذهب Jung وبالرغم من انفصال ينج
إلى أبعد مما قال به فرويد حتى وإن كان في نظرته إشارة لأهمية العوامل الإجتماعية.
ويشير يونج (فهمي، 1997 ) انطلاقاً من نظريته في اللاشعور الجمعي المؤكد لتأثير
الخبرات اللاشعورية الموروثة من الأجيال السابقة كأساس لتكوين الشخصية وأيضا
كأساس للقلق، إلا أن شعور الفرد في موقف مهدد لكيانه قد يجعله ينسى كل خبراته
الحضارية وحصيلته الثقافية ويرتد إلى بعض التصرفات اللامعقولة، فالإنسان في حياته
العادية المنظمة لا يشعر بتأثير الأشباح، ولكنه إذا مر بجوار القبور ليلاً، فإنه ينتابه
مشاعر الخوف والقلق لأنه قد حدث نوع من الغزو من محتويات اللاشعور الجمعي.
أيضاً لفرويد في بداية عمله بالتحليل النفسي فقد طور Adlar ومع تبعية آدلر
نظريته الخاصة حيث ربط القلق بمشاعر العجز والنقص مبرزاً أهمية العوامل الإجتماعية
في تأكيد ذلك وخاصة الأسرية منها كالتدليل الزائد للطفل أو نبذه والترتيب الميلادي يمكن
.( أن تزيد من مشاعر العجز وحدة القلق (حوالة، 1991 ؛ فهمي، 1997
ولقد مهدت كل هذه الأفكار لظهور جيل من الفرويديين الجدد الذين قللوا من
أهمية العوامل البايولوجية والغريزية مبرزين أهمية العوامل الإجتماعية وأهمية فاعلية
أهمية القلق الأساسي رابطة إياه بالحاجات Horny الأنا. فعلى سبيل المثال تؤكد هورني
الأساسية والتي ترتبط بشكل واضح بالحب والتقبل والتعاطف والإعتراف وخاصة من
الوالدين، مؤكدة على أن إنعدام الدفء العاطفي في الأسرة وشعوره بالنبذ والحرمان من
25
الحب والعطف والحنان والضعف وسط عالم عدواني هو أهم مصدر من مصادر القلق
لتربط بين القلق Fromm (فهمي، 1997 ). وفي هذا الإطار أيضاً ظهرت نظرية فروم
والحاجات الأساسية والمتمثلة من وجهة نظره في الحاجة إلى الإنتماء والحاجة إلى
الإرتباط بالجذور والحاجة إلى الهوية والحاجة إلى إطار توجيهي، حيث يؤكد فروم بأن
هذه الحاجات الإنسانية جزء من طبيعة الإنسان ولازمه لتطوره وإرتقائه مؤكداً إعاقة
الظروف الإجتماعية السيئة والصراع الإجتماعي لإشباعها حيث يقود ذلك إلى القلق ومن
موقفاً (Monte, ثم الاضطرابات النفسية (حوالة، 1991 ). كما اتخذ سوليفان ( 1987
قريباً حيث ركز على أهمية العلاقات الشخصية المتبادلة بدء من لحظة الميلاد إلا أنه
وسع من مفهوم العلاقات الإجتماعية حيث أظهر أهمية نمو هذه العلاقات عبر مراحل
النمو المختلفة من خلال ربطها بالخبرات المعرفية. و يرى أن القلق يبدأ مع بداية الحياة
وينتج من العلاقات الشخصية المتبادلة مع الأم، ففي المرحلة الأولى لا تسمح قدرات
الطفل المعرفية بالتفريق بين ذاته وذات أمه، وبالتالي فإن قلق الأم أثناء رعايتها لأبنها
يعتبر قلقه، ولا يمكن خفض القلق لديه إذا استمر قلقها، وقد حدد سوليفان أربعة أنماط من
الأمهات لتمثيل الأم كمصدر للإشباع في المرحلة الأولى وتشمل الأم الجيدة المشبعة، الأم
الجيدة غير مشبعة، الأم غير الجيدة المشبعة، الأم الشريرة، ويستمر ارتباط القلق بطبيعة
إدراك العلاقات الاجتماعية المتبادلة وفقاً لمستوى الخبرة المعرفية للفرد، ففي المرحلة
الثانية على سبيل المثال يرتبط قلق الطفل بالنتائج السلبية للأحداث دون الإرتباط بأسبابها،
في حين يرتبط في المرحلة الثالثة بالنتائج مقترنة بالأسباب.
ولقد مهدت هذه الأفكار مجتمعة لظهور نظريات تأخذ في الإعتبار جميع
مثالاً لذلك حيث يربط Erikson ( المتغيرات، ولعل في نظرية اريكسون ( 1963
الاضطرابات النفسية ومنها القلق والاكتئاب بالفشل في نمو الأنا نمواً طبيعياً حيث يفشل
الفرد في حل أزمات النمو في مراحل العمر المختلفة وخاصةً في المراحل الأولى حلاً
26
إيجابيا ولقد أورد اريكسون أمثلة متعددة من إرتباط هذه الاضطرابات بهذا الفشل في حياة
كثير من المحاربين والأطفال الهنود.
وإعتماداً على ما سبق فإنه يمكن القول بإن التحليليين يربطون ظهور
الاضطرابات النفسية ومنها القلق بخبرات الفرد المؤلمة المعيقة للنمو السوي كنتيجة
لسيطرة بعض الرغبات المكبوتة من جانب ولضعف نمو الأنا الفاعل القادر على التكيف
في المقابل.
التفسير السلوكي للقلق: ·
يركز السلوكيون الراديكاليون إجمالا على عملية التعلم، ويؤكدون بأن الإنسان
يتعلم القلق والخوف والسلوك المرضي كما يتعلم السلوك السوي. ويركز الأوائل من
على أن عمليات التعلم تتم عن طريق Watson السلوكيين الراديكاليين من أمثال واطسن
اقتران بين المثير الشرطي والمثير الطبيعي وبالتالي يستجيب الفرد لظاهرة الخوف أو
القلق ويصبح الخوف من المؤثر الشرطي دافعاً مكتسباً، وعن طريق مبدأ التعميم في تعلم
الخوف أو القلق يلاحظ أن المثيرات الشبيهة لتلك التي تعلم الكائن الحي أن يخاف أو يقلق
منها والأكثر شبهاً بها هي الأكثر إثارة للقلق أو الخوف (الخالدي، 1404 ). ولقد تأثر
الكثير بفكرة الإشتراط الكلاسيكي فعلى سبيل المثال يرى كل من شامز ودوركسي (فهمي،
1967 ) أن القلق المرضي إستجابة مكتسبة قد تنتج عن القلق العادي تحت ظروف أو
مواقف معينة، ثم تعمم الإستجابة بعد ذلك" ، كما أشارا إلى أن الكثير من الأمثلة للمواقف
العادية التي يمكن أن تؤدي إلى القلق ومنها على سبيل المثال المواقف غير المشبعة أو
المؤلمة، فقد يتعرض الفرد منذ طفولته الأولى لبعض المواقف التي يحدث فيها خوف أو
تهديد ولا يصاحبها تكيف ناجح، ويترتب على ذلك مثيرات إنفعالية من أهمها عدم
الإرتياح الإنفعالي وما يصاحبها من توتر وعدم إستقرار.
27
كثيراً عن مسار التفسير الإشتراطي Skiner ولا تختلف نظرية سكنر
الكلاسيكي، حيث يرى أن السلوك إجمالاً بما في ذلك السلوك غير السوي والمرضي
كنتيجة لمرور الفرد بخبرات مثيرة للقلق عززت بدرجة جعلت منها مثيراً قوياً ومستمراً
.(Monte, لمثل هذه الاضطرابات ( 1987
ومع تطور النظرة إلى مفهوم القلق وفقاً للتطور في المدرسة السلوكية، حيث
حاول السلوكيون الجدد الخروج من الدائرة الضيقة لفكر واطسن آخذين في اعتبارهم
العمليات العقلية كعوامل وسيطة بين المثير والاستجابة، ولعل من أهمهم كل من دولارد
حيث نظرا إلى القلق كنتاج لتوقع الألم والذي يرتبط بالمثيرات Miller وميلر Dolard
.(Monte, الخارجية من جانب والعمليات الداخلية من جانب آخر ( 1987
Bnadura وقد تطور الفكر السلوكي بظهور نظرية التعلم الإجتماعي لباندورا
الذي أكد على أهمية التفاعل المتبادل بين المثيرات وخاصة الإجتماعية منها، والسلوك،
والعوامل الشخصية العقلية المعرفية والانفعالية الوجدانية، وبذلك يرى أن ظهور القلق
مرتبط بحدوث مثيرات غير مرغوبة شريطة أن يكون لدى الفرد استعداد نفسي لظهوره
متمثلاً في المفهوم السالب للفرد عن قدراته. وعليه فإن القلق وان عبر عن استجابات
بمثيرات خارجية مؤلمة، فان هذا الارتباط يبقى ارتباطاً جزئياً مرتبطاً من جانب آخر
بالسمات الشخصية العقلية منها والوجدانية ولعل من أهمها مشاعر عدم الكفاية التي تعمل
.(Monte, كمعزز ذاتي للقلق. ( 1987
التفسير الوجودي والإنساني للقلق: ·
بدأ الحديث عن القلق مع بداية ظهور الفلسفة الوجودية. يقول كيركيجار
أحد مؤسسي هذه الفلسفة "إن الاختيار يجر إلى المخاطرة والمخاطرة Kearkigard
بطبعها تؤدي إلى القلق: قلق على الإمكانيات عامة وقلق من الوجه الذي اختاره الإنسان.
فهذا قلق من و هذا قلق على، وهذا شبيه بالدوار الذي يصيب المرء حينما ينظر في
هاوية" ( الفيومي، 1405 ). ولقد بقي القلق موضوعاً أساسياً لدى جميع الفلاسفة
28
الوجوديين على اعتبار انه جزء من الحياة، كما استمر هذا الاهتمام لدى علماء النفس
أحد أهم رواد هذا الاتجاه في الولايات Rolo May الوجودي من أمثال رولو مي
أن الاضطراب وسيلة غير سوية يسعى الفرد من خلالها May المتحدة. ويعتقد مي
للحفاظ على إحساسه بوجوده في ظروف يكون الإحساس بالوجود فيها بالشكل السوي
معاقاً. ويرى أن القلق جزء من وجود الإنسان، والقلق ليس خوفاً من شيء موضوعي بل
يعبر عن شعوراً غامضاً وخوفاً عاماً من مهددات الوجود. ويرى أن درجة القلق يمكن أن
تتدرج من الدرجات المقبولة إلى الشديدة المعوقة للنمو. وقد يدفع الفرد لكبتها أو تجاهلها
لتحقيق الاستقرار، إلا أن هذا لا يحقق له الاستقرار الفعلي والذي لا يتحقق إلا بقبول
المهددات المثيرة للقلق أصلاً كجزء من الوجود. هذا يساعد على قبولنا لحياتنا و استغلالها
بفاعلية. ويعتقد أن فقدان القيم من أهم مشكلات الإنسان الناتجة عن سيطرة الحياة المادية
التي أدت إلى اضطهاد وجودنا، حيث تدفع إلى فقدان الإحساس بالوجود بنماذجه المختلفة
(الوجود في العالم المادي، الوجود في العالم الاجتماعي، والوجود في العالم الذاتي)، حيث
يفشل في الموازنة بين الإحساس بالوجود في هذه النماذج، مما يعني غلبة إحساسه
بالوجود في أحدها، فقد يهمل العالم المادي والإجتماعي ويتمركز حول ذاته، وقد يهمل
حاجاته في مقابل إرضاء المجتمع، وقد يركز على وجوده في العالم المادي مما يعني
النظرة السطحية لذاته وللمجتمع. هذا الفقدان للإحساس بالوجود يؤدي بالفرد إلى الشعور
أن الحل هو قبوله كجزء من وجودنا واستغلاله كدافع May بالعجز والذنب. و يرى مي
لتحقيق الهدف الإيجابي وهو التكامل بين نماذج الوجود. ويؤكد مي أن لأساليب المعاملة
الوالدية أثرها في تكوين إحساس الفرد بوجوده، فالأساليب الخاطئة عامل مثير للقلق
(Monte, ولمشاعر الذنب العالية المعيقة للإحساس بالوجود أو لخلق التكامل بين جوانبه
.1987)
وتمثل المدرسة الإنسانية امتداداً للفكر الوجودي، ولذا يرى الإنسانيون أن القلق
هو الخوف من المستقبل وما قد يحمله من أحداث تهدد وجود الإنسان أو تهدد إنسانيته،
29
ولهذا فإنه المثير الأساسي للقلق، كما يرون أن فشل الفرد في تحقيق أهدافه وفشله في
اختيار أسلوب حياته وخوفه من إحتمال حدوث الفشل في أن يحيا الحياة التي هو يريدها
Maslow (عبد الغفار، 1976 ). ولعل من أهم من يمثل هذا الفكر كلٌ من مازلو
حيث يعتقد مازلو أن الكائنات الحية البشرية تهتم بالنمو بدلاً من ،Rogers وروجرز
عملها على تجنب الإحباطات أو إعادة التوازن، وعلى هذا الإعتقاد وضع نظريته الشهيرة
حول هرم الحاجات. إلا أن عدم تحقيق هذه الحاجات يمكن أن يؤدي إلى القلق (أنجلر،
1411 ). كما يرى روجرز أن الإنسان يشعر بالقلق حين يجد التعارض بين إمكانياته
وطموحاته أو بين الذات الواقعية الممارسة وبين الذات المثالية، وباختصار فإن القابلية
للقلق تحدث عندما يكون هناك تعارض بين ما يعيشه الكائن العضوي وبين مفهوم الذات
.( (أبو العلا، 1990
تفسير الإتجاه المعرفي للقلق: ·
يمثل علم النفس المعرفي اتجاهاً قوياً في علم النفس المعاصر حيث اثر على
العديد من المنظرين من مدارس مختلفة ومن ذلك سوليفان في المدرسة التحليلية وباندورا
في المدرسة السلوكية. كما تعددت الاتجاهات المعرفية وتعددت أغراضها. ولعل ما يهمنا
في هذا المجال هو القلق والاضطرابات النفسية. ويعتبر جورج كيلي من علماء النفس
الذين أعطوا المعرفة الإنسانية وزناً في تفسير الشخصية في حالتي السواء والمرض،
حيث يرى أن أي حدث قابل لمختلف التفسيرات وهذا يعني أن تعرض الإنسان للقلق يمكن
تفسيره بأكثر من طريقة حتى للحالة الواحدة. كما يرى أن العمليات التي يقوم بها الشخص
توجه نفسيا بالطرق التي يتوقع فيها الأحداث وعلى اعتبار أن عملية القلق ليست إلا عملية
.( توقع وخوف من المستقبل (انجلر، 1411
30
أن القلق انفعال يظهر مع تنشيط الخوف الذي يعتبر تفكيراً Beck ويرى بيك
معبراً عن تقويم أو تقديم لخطر محتمل، ويرى أن أعراض القلق والمخاوف تبدو معقولة
للمريض الذي تسود تفكيره موضوعات الخطر، والتي قد تعبر عن نفسها من خلال تكرار
التفكير المتصل بها و انخفاض القدرة على التمعن أو التفكير المتعقل فيها وتقويمها
بموضوعية. هذا يؤدي إلى تعميم المثيرات المحدثة للقلق إلى الحد الذي يؤدي إلى إدراك
أي مثير أو موقف كمهدد، فانتباه المريض يبدو مرتبط بتصور أو مفهوم الخطر مع
انشغال البال الدائم بالمثيرات الخطيرة. وبسبب تثبت أو توقف معظم انتباه المريض على
المفاهيم أو المثيرات المتصلة بالخطر، فإنه يفقد كثيراً من القدرة على أن ينقل فكره إلى
عمليات أخرى داخلية أو إلى مثيرات أخرى خارجية، فموضوع الخطر مبالغ فيه، مع
الميل إلى تهويل المآسي والأخطار الافتراضية وجعلها مساوية للأخطار الحقيقية،
.( (باترسون، 1990
قلق الحالة وقلق السمة: ·
لم تعطي النظريات السابقة أهمية للتفريق بين القلق من حيث هل هو حالة طارئة
توصلا بعد دراسات Spielberger وسبلبيرجر Chattle أم سمة لازمة، إلا أن كاتل
وبحوث عديدة إلى أن لاضطراب القلق شكلان يجب التفريق بينهما، الأول هو حالة القلق
الذي يشعر به الإنسان في موقف محدد ويزول بزواله وعرف هذا النوع من القلق على
انه "حالة انفعالية مؤقتة يشعر به الإنسان في مواقف التهديد، فينشط جهازه العصبي
المستقل وتتوتر عضلاته، ويستعد لمواجهة هذا التهديد. وتزول هذه الحالة بزوال مصدر
التهديد، فيعود الإنسان جسمياً ونفسياً إلى حالته العادية". أما الشكل الآخر من القلق فهو
سمة القلق وعرف هذا النوع "أنه عبارة عن استعداد سلوكي مكتسب يظل كامناً حتى
تنبهه وتنشطه منبهات داخلية أو خارجية فتثير حالة القلق ويتوقف مستوى إثارة حالة
القلق عند الإنسان على مستوى استعداده للقلق"، وتوجد سمة القلق والتي تعني الاستعداد
31
للقلق عند جميع الناس بدرجات متفاوتة فتوجد عند البعض بدرجة منخفضة وعند آخرين
بدرجة عالية بينما توجد عند الغالبية بدرجة متوسطة أو قريبة من الوسط، والشخص
صاحب الاستعداد العالي للقلق يدرك تهديد تقدير الذات في مواقف كثيرة، ويستجيب له
بحالة قلق زائدة لا تتناسب مع ما في الموقف من خطر حقيقي، أما الشخص صاحب
الاستعداد المنخفض للقلق فيدرك التهديد في مواقف الخطر الحقيقي ويستجيب بقلق مناسب
.( غير مبالغ فيه (مرسي، 1979
في ضوء نظرية "قلق الحالة – قلق السمة" فان الشعور بالقلق في مواقف الإحباط
والصراع مسألة نسبية، تختلف من شخص لآخر بحسب الاستعداد للقلق عند كل منهما،
فالشخص ذو الاستعداد العالي يظهر القلق والتوتر في مواقف الإحباط والصراع أكثر من
الشخص ذو الاستعداد المنخفض للقلق، لأن الأول يدرك العجز والفشل بسرعة، ولا يثق
في قدراته وإمكانياته، ويتوقع الشر، ويعجز عن اتخاذ قراراته. وينمو الاستعداد للقلق من
التفاعل بين المعطيات الوراثية وأساليب التنشئة الخاطئة، وقد تبين من العديد من
الدراسات كما يشير مرسي ( 1985 ) تأثير أساليب التنشئة الخاطئة في تنمية هذا الاستعداد
بدرجة تفوق تأثير الوراثة، حيث وجد أن الأشخاص من ذوي سمة القلق العالية عانوا من
تنشئة أكثر سلبية كما تعرضوا لدرجة أعلى من النبذ والحرمان والقسوة في مرحلة
الطفولة مقارنة بغيرهم.
التفسير الفسيولوجي للقلق: ·
يذكر عكاشة ( 1992 ) أن أعراض القلق تنشأ من زيادة في نشاط الجهاز
العصبي اللاإرادي بنوعيه السمبثاوي والباراسمبثاوي، ومن ثم تزيد نسبة الأدرينالين
والنورادرينالين في الدم من تنبيه الجهاز السمبثاووي فيرتفع ضغط الدم، وتزيد ضربات
القلب، وتجحظ العينان، ويتحرك السكر من الكبد وتزيد نسبته في الدم، مع شحوب في
الجلد، وزيادة إفراز العرق، وجفاف الحلق، وأحياناً الأطراف، ويعمق التنفس.
32
تصنيف القلق:
(American Psychiatric Association, يمثل دليل الطب العقلي الأمريكي
1994 المرجع الأكثر شهرة وأهمية لتصنيف الاضطرابات النفسية ومنها القلق. ومع )
العلم بان الدراسة الحالية تركز على دراسة القلق العام أو القلق بعد الأحداث المؤلمة إذا
أخذنا الطلاق كأزمة، إلا أن من المهم استعراض أنواع القلق كما يصنفها هذا الدليل
بالرغم من اشتمالها على أنواع قد تكون خارج حدود البحث لقيمة إذا أخذنا في الاعتبار
أهمية إدراك موقع القلق العام في هذا التصنيف. ويصنف القلق وفقا للمعايير التشخيصية
الإكلينيكية في هذا الدليل إلى:
Panic Disorder 1. اضطراب الهلع غير المصحوب برهاب الأماكن المتسعة
يتميز بحدوث نوبات مفاجئة من الهلع (الفزع والخوف :Without Agoraphobia
الشديد) المتكرر والذي يستمر في العادة لأقل من ساعة، وعادة ما يرتبط بمظاهر
فسيولوجية كضيق التنفس وسرعة ضربات القلب والعرق والارتجاف وألم الصدر
والغثيان والدوخة واضطراب الإدراك ، كما قد يرتبط بأفكار غير مبررة كالخوف من
الموت أو الهلاك المحتوم.
Panic Disorder With 2. اضطراب الهلع المصحوب برهاب الأماكن المتسعة
يشتمل على نفس الأعراض المشار إليها في النوع السابق، إلا انه :Agoraphobia
أيضاً يرتبط بالخوف من الأماكن المتسعة والمفتوحة.
Agoraphobia Without 3. رهاب الأماكن المتسعة بدون تاريخ من الهلع
يرتبط بالخوف الشديد من التواجد في أماكن أو مواقف يصعب :history of Panic
الهرب منها ومنها على سبيل المثال التواجد في الأماكن شديدة الازدحام، وتتمثل أهم
أعراض الرهاب في الدوخة واختلال الإدراك واختلال الآنية والقيء وقد تصل
33
الأعراض إلى فقدان السيطرة على عمليات الإخراج. هذا النوع على أية حال يتسم بعدم
وجود تاريخ من الهلع.
تعرف أيضاً في الأدلة السابقة بالخواف البسيط :Specific phobia 4. الرهاب المحدد
وهو خوف من مثير محدد ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر ،Simple Phobia
الخوف من بعض الحيوانات والحشرات أو الدم والأماكن المرتفعة أو الأماكن المغلقة أو
المرتفعات وما إلى ذلك، وهو أكثر انتشارا وخاصة بين الإناث إلا انه اقل إعاقة
لنشاطات الفرد.
هو خوف من المواقف الاجتماعية التي يمكن :Social phobia 5. الرهاب الاجتماعي
أن يتعرض فيها الفرد إلى النقد من الآخرين. وتتمثل أهم الأعراض في عدم القدرة على
التحدث في جمع عام، أو الأكل أمام الآخرين.
:Obsessive-Compulsive Disorder 6. اضطراب الوساوس والأفعال القهرية
يتميز هذا الاضطراب بسيطرة الوساوس القهرية على تفكير الإنسان بدرجة تسبب له
الكرب و تعيق حياته ونشاطاته المختلفة ومنها المهنية والاجتماعية بل والشخصية إذ لا
يقتصر أثرها على وجود الوساوس بل ترتبط في العادة بأفعال قهرية. ومن أمثلة
الوساوس والأفعال القهرية كثرة غسيل اليدين خوفا من التلوث.
يحدث :Posttraumatic Stress Disorder 7. اضطرابات الضغوط بعد الحوادث
هذا النوع من الاضطراب بعد الحوادث والصدمات الشديدة المؤلمة. وتتمثل أهم أعراضه
في تكرار التعايش مع الحادث والاستغراق في التفكير فيه، والميل للعزلة، واضطراب
النوم، اضطرابات الانتباه والذاكرة والتركيز، الشعور بالذنب. وقد وجد أن 50 % إلى
%80 ممن يتعرضون لصدمات قوية يمكن أن يقعوا ضحية لهذا الاضطراب، إلا أن
انتشاره عامة بين الناس لا يتجاوز 5%. ويمكن أن تقسم أيضا إلى حاد إذا استمر لمدة
اقل من 3 اشهر، ومزمن إذا استمر أكثر من 3 اشهر. كما يمكن أن لا تظهر الأعراض
34
إلا بعد 6 اشهر من حدوث الحادث وفي هذه الحالة يصنف على انه نفس الاضطراب مع
.Posttraumatic Stress Disorder With Delayed Onset تأخر بدايته
نوع من اضطرابات :Acute Stress Disorder 8. إضطراب الضغوط الحادة
الضغوط بعد الحوادث ويكمن الفرق بدرجة أساسية في مدة حدوثها واستمراريتها حيث
تحدث خلال الشهر الأول من حدوث الحادث وتحل في حدود الشهر مما يعني أن الفرق
في مدى استمراريتها.
يتمثل هذا :Generalized Anxiety Disorder 9. اضطراب القلق العام
الاضطراب في خوف عام غير محدد يرتبط بتوقع مكروه ويستمر لمدة ستة اشهر أو
أكثر. وتتمثل أهم أعراضه في الاضطرابات العضلية ومنها الارتجاف والرعشة والتوتر
العضلي وسرعة الإجهاد. كما يزداد نشاط الجهاز العصبي المستقل ويظهر ذلك من
خلال زيادة دقات القلب وسرعة التنفس وبرودة الأطراف والشعور بالاختناق أو ضيق
التنفس وجفاف الحلق والدوخة والغثيان والإسهال. إضافة إلى ما سبق فان الفرد يظهر
أعراضاً اضطرابية نفسية وعقلية ومن ذلك الحذر الشديد وصعوبة التركيز والأرق وقد
يتصاحب أيضا مع أعراض إكتئابية.
Anxiety Due to General 10 . اضطراب القلق المرتبطة بالوضع الصحي
يظهر القلق كنتائج ناجمة عن الحالة الصحية السيئة. :Medical Condition
Substance ( 11 . الأدوية والمواد المسببة للقلق (القلق المرتبط بتعاطي الأدوية
يظهر القلق كنتائج فسيولوجية لتعاطي الأدوية :Induced Anxiety Disorder
والمواد الكيميائية كالمخدرات أو المنبهات أو الانقطاع عنها (الانسحاب).
:Anxiety Disorder Not Otherwise Specified 12 . القلق غير المحدد
اضطراب قلق غير محدد كواحد من الاضطرابات المصنفة أعلاه، ويمكن أن يشمل
35
الاضطرابات المصحوبة بقلق أو رهاب والتي لا تقابل شروط التصنيف تحت أي من
الأنواع السابقة المحددة أعلاه وأيضاً لا تقابل شروط التصنيف تحت اضطرابات التوافق
أو اضطرابات التوافق ،Adjustment Disorders With Anxiety المصحوبة بالقلق
Adjustment Disorders with Mixed- مع القلق المختلط والمزاج المكتئب
ومن ذلك اضطراب القلق والاكتئاب المختلط .Anxiety and Depressed Mood
.Mixed Anxiety-Depressive Disorder
36
ملخص لتصنيف جماعة الطب العقلي الأمريكية لأنواع القلق:
النوع الرمز
Panic Disorder . إضطراب الهلع غير المصحوب برهاب الأماكن المتسعة
Without Agoraphobia
300.01
Panic Disorder With إضطراب الهلع المصحوب برهاب الأماكن المتسعة
Agoraphobia
300.21
Agoraphobia Without رهاب الأماكن المتسعة بدون تاريخ من الهلع
History of Panic
300.22
Specific (..... الرهاب المحدد (مثل الرهاب من بعض الحشرات، الدم
phobia
300.29
300.23 Social phobia الرهاب الاجتماعي
300.3 Obsessive-Compulsive إضطراب الوساوس والأفعال القهرية
300.81 Posttraumatic Stress Disorder اضطرابات الضغوط بعد الحوادث
300.03 Acute Stress Disorder إضطراب الضغوط الحادة
300.02 Generalized Anxiety Disorder اضطراب القلق المعمم
Anxiety Due to General اضطراب القلق المرتبطة بالوضع الصحي
Medical condition
293.89
Substance Induced ( الأدوية المسببة للقلق (القلق المرتبط بتعاطي الأدوية
Anxiety Disorder
-----
300.00 Anxiety Disorder Not otherwise specified القلق غير المحدد
37
النظرة التكاملية لأسباب القلق:
تبين من خلال استعراض النظريات المختلفة أن علماء النفس يختلفون في تفسير
أسباب القلق تبعاً لخلفياتهم النظرية، فهناك من يركز على القلق كعصاب ناتج عن
الخبرات المكبوتة، وهذا ما نجده لدى المنظرين في المدرسة التحليلية، بينما يركز
السلوكيون على عملية التعلم وتعميمه، أما الإنسانيون فيرون أن عدم تحقيق الذات من أهم
أسباب القلق. من جانب آخر أشارت نتائج البحوث إلى أن الأسباب وإن كانت موضوعية
ومثيرات داخلية فإنها تختلف، إلا أن النظرة الشمولية توجب الأخذ في الاعتبار جميع
الأسباب المحتملة، وفيما يلي تلخيص لأهم أسباب القلق بصفة عامة بالاعتماد على
النظريات السابقة ونتائج البحوث العلمية:
1. الاستعداد الوراثي: تشير بعض الدراسات إلى احتمال تدخل العامل الوراثي كعامل
من عوامل الاستعداد للقلق، فقد أثبتت هذه الدراسات وجود تشابه في الجهاز العصبي
المستقل واستجابته للمنبهات الخارجية لدى التوائم ( التوأم القلق). وقد وجد في بعض
الدراسات كما يشير محمد ومرسي ( 1997 ) أن نسبة القلق بين التوائم المتشابهة تصل
إلى 50 %، في مقابل 4% فقط بين التو أتم غير المتشابهة، وإن 15 % من آباء وأخوة
مرضى القلق يعانون من نفس المرض.
2. الاستعداد النفسي العام: تساعد بعض الخصائص النفسية على ظهور القلق، ومن
ذلك الضعف النفسي العام، والشعور بالتهديد الداخلي أو الخارجي الذي تفرضه بعض
الظروف البيئية بالنسبة لمكانة الفرد وأهدافه، والتوتر النفسي الشديد، والشعور بالذنب
والخوف من العقاب وتوقعه، وتعود الكبت بدلاً من التقدير الواعي لظروف الحياة، وعدم
تقبل مد الحياة وجزرها، كما يؤدي فشل الكبت إلى القلق وذلك بسبب طبيعة التهديد
38
الخارجي الذي يواجه الفرد أو لطبيعة الضغوط الداخلية التي تسببها رغبات الفرد الملحة
.( (زهران، 1997
3. العوامل الإجتماعية: تعتبر العوامل الاجتماعية وفقاً لغالبية نظريات علم النفس من
المثير الأساسي للقلق، إذ تؤكد أهمية هذه العوامل كعوامل أساسية لإحداث القلق. ولا شك
في أن حصر مثل هذه الأسباب أمر مستحيل لتعددها وتشعب جوانب الحياة المقلقة خاصة
في عصر اتسم بالقلق. وتشمل هذه العوامل مختلف الضغوط كالأزمات الحياتية،
والضغوط الحضارية والثقافية والبيئية المشبعة بعوامل الخوف والحرمان والوحدة وعدم
الأمن، واضطراب الجو الأسري وتفكك الأسرة، وأساليب التعامل الوالدي القاسية، وتوفر
النماذج القلقة ومنها الوالدين، والفشل في الحياة ومن ذلك الفشل الدراسي والمهني
والزواجي.
4. العوامل الفسيولوجية: يشير عكاشة ( 1992 ) إلى ارتباط القلق أحياناً ببعض العوامل
البنائية و الفسيولوجية ومن ذلك عدم نضج الجهاز العصبي في الطفولة، وكذلك ضمور
هذا الجهاز في الشيخوخة، وما يتبع ذلك من خلل في الوظائف الفسيولوجية والنفسية
ويمثل القلق واحد من أهم الاضطرابات النفسية المحتملة كنتائج للاضطرابات الوظيفية.
بالرغم من تحديد أسباب القلق السابقة إلا أنها تبقى أسباب عامة، بمعنى أنها
تختلف من شخص لآخر، وبالنسبة للدراسة الحالية فمن المتوقع أن يرتبط القلق بالطلاق
وما يترتب على الطلاق من مشكلات اجتماعية واقتصادية، والحرمان من الأبناء بالنسبة
للأم المطلقة، وقد يكون أحد هذه العوامل أكثر تأثيراً من العوامل الأخرى، أو أن تؤدي
هذه العوامل في مجملها إلى القلق.
39
:Depression Disorder ج.إضطراب الإكتئاب
تقديم:
يرجع البحث في الإكتئاب إلى ما قبل الميلاد، فقد أثار التحول الشديد لدى
Mania البعض من حالة الإثارة الشديدة إلى حالة الإكتئاب الشديد، حيث ربطها بالهوس
وهي الإكتئاب، وقد ربط المنخول يا (الإكتئاب) بأنظمته Melancholia و والمنخوليا
في العصر الروماني Aretaeus المزاجية وتحديدَا بالمزاج السوداوي، كما ربط اريتوس
بين الهوس والاكتئاب وأرجعهما لنفس الأسباب، وقد استمر هذا الاعتقاد إلى بدايات القرن
هذا الاعتقاد وسماها جنون الهوس والاكتئاب Bonet السابع عشر حيث أكد بونت
وقد تم تبني هذه الفكرة خلال القرنين الثامن والتاسع Manic-depressive Insanity
عشر وبدايات القرن العشرين، إلا أن الأبحاث الحديثة لا تدعم هذا الإرتباط بصورة مطلقة
ودائمة كما لا تدعم إرجاعها العام لنفس الأسباب، وإن كان البعض يتعرض لنوبات ثنائية
.(Costin & Draguns, أو دورية من الهوس والاكتئاب. ( 1989
مفهوم الإكتئاب:
يعرف ابن منظور (د. ت.) الكآبة على أنها سوء الحال، والانكسار من الحزن،
وإكتأب إكتئاباً: حزن واغتم وانكسر، فهو كئيب، والكآبة أيضاً تغير النفس بالانكسار، من
( شدة الهم والحزن، وهو كئيب ومكتئب. كما تعرفه الموسوعة العربية العالمية ( 1997
بأنه "مرض عقلي يشعر فيه الإنسان بالحزن العميق وفقدان الأمل وبعدم الأهمية في
الحياة".
بأنه عبارة عن Emerry ( وعلى المستوى الاصطلاحي يعرفه ايمري ( 1988
"خبرة وجدانية ذاتية أعراضها الحزن والتشاؤم وفقدان الاهتمام واللامبالاة والشعور
بالفشل وعدم الرضا والرغبة في إيذاء المرء لنفسه والتردد وعدم البت في الأمور
40
والإرهاق وفقدان الشهية واحتقار الذات وبطء الاستجابة وعدم القدرة على بذل أي
مجهود". وفي المؤلفات العربية يجمع الكتاب على انه حالة من الانكسار والحزن والشعور
بالتعاسة والضيق تنتج اثر تعرض الفرد لمواقف حياتية ضاغطة يصاحب ذلك زملة من
؛ الأعراض النفسية والجسمية ( العيسوي، 1994 ؛ كفافي، 1990 ؛ العبد الرحيم، 1998
. ( شرف، 1990
وكما هو الحال بالنسبة للقلق، فان الكثير من التعريفات النفسية للإكتئاب تعبر
عن وجهات نظرية مختلفة، وهو ما يستوجب استعراض النظريات الأساسية في الإكتئاب.
واستعراض تصنيف الإكتئاب وفق دليل الطب النفسي الأمريكي.
أهم النظريات التي تناولت الاكتئاب:
الإكتئاب في نظرية التحليل النفسي: ·
لا شك في أن تفسير فرويد للإكتئاب يرتبط بتطور نظريته في النمو النفس/جنسي، ويرجع
Mourning اهتمامه بالقلق إلى مقالته التي نشرت عام 1917 بعنوان "الحداد والمنخوليا
حيث يرى البعض أنها مثلت نقطة تحول في التحليل النفسي. "and Melancholia
(Schwartz and ويفسر فرويد الإكتئاب على انه نوع من الكره تحول إلى الداخل
إلا أنه بعد تطوير نظريته وتحديد بناءات الشخصية، ربط الإكتئاب .Schwartz, 1993)
Ego والذات Super-ego بالصراع الداخلي حيث أرجعه إلى الصراع بين الذات العليا
مع إبقاء فكرته عن الخوف من فقدان موضوع الحب، وقد ربطه بالعدوان، حيث يعتبر
عدوان على الذات، وقد يرتفع إلى الدرجة التي يؤدي فيها إلى إقدام المكتئب على الانتحار
(فرويد، 1989 ). ومما لا شك في أن فرويد قد ركز في نظريته اجمالاً على أثر الخبرات
Abraham الأولى في حياة الإنسان وخاصة في المرحلة الأوديبية، ولقد أثار ابراهام
41
وهو أحد تلامذة فرويد المطبقين لنظريته هذا الموضوع في تفسيره للإكتئاب مؤكداً بأن
هذه الخبرات هي الأساس في إحداث الإكتئاب فيما بعد.
ومع تطور مدرسة التحليل النفسي، وظهور النظريات المختلفة، تغير تبعاً لذلك
تفسير الاضطرابات النفسية بطريقة مشابهة لما سبق الحديث عنه في الجزء السابق عن
القلق. وبصفة إجمالية ومع ظهور النظريات المركزة على سايكولوجية الأنا، أصبح ينظر
إلى الاضطرابات النفسية ومنها الإكتئاب كنتائج لضعف الأنا وقدرته على التكيف، حيث
يؤدي هذا إلى الفشل في تحقيق الفرد لأهدافه ومن ثم يبدأ فقدان الفرد لتقدير ذاته مفضيا
.(Schwartz and Schwartz, إلى درجات أعلى من القلق ومن ثم الإكتئاب ( 1993
هذا التفسير يمكن أيضا أن ينطبق على نظريات الأنا الأكثر حداثة كنظرية اريكسون الذي
أعاد كثير من الاضطرابات في دراساته على الأطفال والجنود المحاربين وغيرهم، إلى
الفشل في نمو الأنا وحل أزماته المتتابعة والتي تمثل متطلبات للنمو السوي، حيث يفقد
الفرد اهتماماته وأهدافه وبمعنى أكثر دقة فإنه يفقد هويته. و ما ذكره في حالات الجنود
العصابيين حيث تبين من متابعة حالاتهم بأنهم أشخاص فقدوا الإحساس بهوياتهم ممثلة في
عدم الشعور باستمرارية ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، وبضياع أهدافهم ذات المعنى في
.(Erikson, الحياة ( 1963
الإكتئاب في نظرية التعلم: ·
يرى السلوكيون أن الإكتئاب مكتسب شأنه شأن أي سلوك آخر، وقد تطور
تفسيره مع التطور في نظريات المدرسة السلوكية من نظريات الاشتراط الكلاسيكي أو
الاشتراط الإجرائي أو التعلم الاجتماعي. ففي الاشتراط الكلاسيكي فإنه لما كان شأن
مثيرات معينة (مشروطة) أن تولد استجابات انفعالية مشروطة فإن الأفراد يتجنبون هذه
أن الإكتئاب ينقسم إلى اكتئب موقفي واكتئب بايولوجي، Wolpe المثيرات. ويرى وولب
واكتئب عصابي معتقدا أن الإكتئاب العصابي هو موضوع العلاج النفسي السلوكي. ويرى
42
أن هذا النوع ينتج من استمرارية القلق الناتج عن مثيرات خارجية حيث يتحول إلى مثير
.(Schwartz and Schwartz, للإكتئاب حيث يصبح المشكلة الأساسية لهم ( 1993
وبتطور المدرسة السلوكية وظهور نظرية التعلم الإجرائي أصبح ينظر للاضطرابات
النفسية ومنها الإكتئاب كسلوك مرتبط بالتعزيز. وفي هذا السياق يرى فيرستر أن
الإكتئاب قد ينتج عنه معدلات منخفضة من التدعيم، ومعدلات عالية من العقاب، واستبعاد
المثيرات المميزة لنتائج الاستجابة-التدعيم. كما اقترح ريهم نموذجاً للإكتئاب على أساس
عيوب ضبط النفس، حيث حدد في النموذج النواقص الخاصة بضبط الذات في ثلاث
جوانب هي مراقبة الذات وتقييم الذات، وتعزيز الذات، فبالنسبة لمراقبة الذات فإن الأفراد
الذين يعانون من الإكتئاب يكونون منتبهين بشكل انتقائي للأحداث السالبة (السيئة)، وكذلك
منتبهين بشكل انتقائي إلى النتائج الفورية أكثر من النتائج المؤجلة. وبالنسبة لتقويم الذات
يكونون مخفقين في استنتاج الأسباب من داخلهم، كما يضعون معايير قاسية في تقويم
أنفسهم، وبالنسبة للتعزيز الذاتي يكون لديهم معدلات منخفضة من سلوكيات تدعيم الذات،
.( ومعدلات عالية من سلوكيات عقاب الذات (خضر و الشناوي، 1991
أن تعرض الفرد لأحداث غير سارة فانه يتعلم عدم Seligman ويرى سيلجمان
مواجهتها انطلاقا من اعتقاده بعدم وجود طائل من الاستجابة أو عدم قدرته على تغيير
الأحداث، وعندما تصبح هذه الأحداث شديدة، فان قلق الفرد وخوفه يمهد لظهور الإكتئاب.
ومع التقدم في نتائج الأبحاث قام سيلجمان بتطوير نظريته في أساس الإكتئاب كعجز
متعلم، حيث انتهى إلى أن الإكتئاب يرتبط بأنواع من الخلل تشمل خلل دافعي
خلل في مفهوم الذات ،Cognitive Deficit خلل معرفي ،Motivational Deficit
حيث تنتج الأنواع الثلاثة الأولى ،Affective Deficit و خلل وجداني ،Self Concept
نتيجة لتعلم عدم القدرة على ضبط الأحداث، في حين ينتج النوع الرابع نتيجة لتوقع النتائج
السلبية للأحداث. فعندما يعتقد الأفراد بأن النتائج المرغوبة غير محتملة أو غير متوقعة
يحدث مؤدياً إلى الإكتئاب Helplessness وأن ليس بالإمكان تعديلها فإن العجز المتعلم
43
وتعتمد درجة تعميم الإكتئاب على درجة تعميم العجز المتعلم، أي على .Depression
اعتقاد الفرد بالعجز المتعلم أمام العديد من المواقف، وتعتمد استمرارية الإكتئاب على
استمرارية هذه المعتقدات بالعجز. كما تعتمد درجة سلبية احترام الذات المصاحبة
للإكتئاب على الدرجة التي تستدخل بها مشاعر العجز المتعلم. وتعتمد درجة العجز في
الجوانب المشار إليها (الدافعية/ المعرفية/ مفهوم الذات/ الوجدانية) على درجة شدة التوقع
بالنتائج السلبية، إضافة إلى ذلك فإن توقع النتائج السلبية تتفاعل مع مشاعر العجز التي
يربطها الفرد بنتائج الأحداث، فكلما كانت النتائج أكثر أهمية فإن مشاعر العجز أو عدم
القدرة على ضبط الأحداث يمكن أن يؤدي إلى مفهوم ذات أكثر سلبية، وبالتالي يحدث
(Seligman,1975; Price et al., 1978; Costin & مشاعر أكبر بالحزن والإكتئاب
.Draguns, 1989)
الإكتئاب في النظريات المعرفية: ·
واحدة من أهم النظريات المفسرة للإكتئاب من Beck تمثل وجهة نظر بيك
وجهة نظر معرفية، حيث يرى إجمالا أن طريقة التفكير الخاطئ هي الأصل في نمو
الإكتئاب إذ تبين من دراساته الأولى ارتباط الإكتئاب بخطأ في إدراك الأمور، وفي
أسلوب التفكير فيها، وأن المكتئبين يرون أن فشلهم يرجع إلى أخطاء فيهم ويضخمون ذلك
إلى درجة الإكتئاب. وقد طور بيك نظريته المعرفية في الإكتئاب في وقت لاحق إعتماداً
على نتائج الأبحاث الميدانية مرجعاً إياه إلى ثلاثة عناصر شملت الطرق السلبية لإدراك
الفرد لذاته، والميل إلى إدراك الخبرات الحالية بطرق سلبية، والنظرة السلبية للمستقبل
مؤكداً إرتباط هذه العناصر بالبنية المعرفية للفرد مشيراً إلى أن المجموعات المعرفية
تفسر سبب ميل البعض إلى تكوين اتجاهات سالبة نحو ذاته أو تكوين Schemas
اتجاهات مؤلمة له بالرغم من إمكانية وجود بعض الجوانب الإيجابية في حياته، ونعني
بالمجموعات المعرفية هنا الطرق أو النماذج المعرفية التي يستخدمها الأفراد لتفسير
44
الأحداث والمثيرات، هذه النماذج تحدد الطرق التي يبني بها الأفراد خبراتهم، والمشكلة
لدى المكتئبين تكمن في ربطهم ما يتعرضون له من أحداث آنية بالخبرات المؤلمة السابقة
مما يحرمهم من ضم الخبرات المعرفية الجديدة إلى مجموعات أكثر مناسبة وأكثر إيجابية
وذلك كنتيجة لفقدانهم للسيطرة على البنية المعرفية لديهم، كما يعمدون إلى اختيار
المجموعات غير المناسبة لتفسير الأحداث الحالية، وأيضا للمعالجة الخاطئة للمعلومات
والتي تشمل تكوين العلاقات السببية غير Faulty Information Processing
الصحيحة أو الوصول إلى نتائج في ظل غياب الدليل على علاقة سببية واضحة، والتركيز
على عناصر قد تكون خارج الحدث، وإهمال عناصر أكثر قرباً وهي أكثر إيجابية، وأيضاً
التعميم المبالغ فيه، والوصول إلى نهايات أو استنتاجات معتمدة على عناصر مفككة وغير
مترابطة مما يعني عدم ارتباط المقدمات بالنتائج، وتضخيم الأمور والنتائج السلبية
للأحداث، وربط الأحداث الخارجية بالنفس، و التفكير الأحادي والمطلق غير المرن والذي
لا يأخذ في الاعتبار مختلف الاحتمالات، كالنظر إلى نتائج الخبرة على أنه ضدين لا
.Beck et al. ( أكثر، أوالنظر إلى أن الأحداث يجب أن تكون تامة أو لا تكون ( 1979
الإكتئاب من وجهة النظر البايولوجية: ·
تركز هذه النظرية على الخلل الحادث في كيان المخ وبصفة خاصة المواد
و السيروتنين Norepinepherine الخاصة بالتوصيل العصبي مثل النوريبنفيرين
حيث يعملان على نقل السيال العصبي بين الأعصاب عبر الوصلات ،Serotonin
العصبية، حيث أن هاتين المادتين تتركزان في الجهاز العصبي الطرفي، ويقترح
سيكلاكروت في نظريته أن النقص في النوريبنفرين يقترن بالإكتئاب على حين أن زيادة
أن النظريات البيولوجية Holen and Beck هذه المادة يرتبط بالهوس. ويرى هولن وبيك
لا زالت تعتمد في جانب كبير منها على الدراسات الإرتباطية، وبذلك لا يمكن تحديد ما إذا
45
كانت التغيرات في فسيولوجيا المخ ينتج عنها إكتئاب أو أن الإكتئاب هو الذي ينتج عنه
.( تغييرات في فسيولوجيا المخ (خضر و الشناوي، 1991
أنواع الاكتئاب وأعراضه:
يختلف تصنيف الإكتئاب باختلاف أعراضه وأسبابه، وفي ذلك يشير الزراد
1984 ) إلى أن بعض العلماء يقولون بوحدة الأمراض الوجدانية وعدم اختلافها إلا في )
شدة الأعراض فقط، وأنه لا يوجد إكتئاب نفسي وإكتئاب عقلي ذهاني، كما أنه لا يوجد ما
يثبت فسيولوجياً اختلاف هذين النوعين من مرض الإكتئاب، في حين يرى فريق آخر من
العلماء أن الإكتئاب نوعان: نفسي وعقلي ذهاني، ويرى فريق ثالث أن هناك نوع من
الإكتئاب خليط بين الاثنين. وقد أعتمد هؤلاء في تصنيفهم على الاختلاف الواضح في
الأسباب والأعراض وفي استجابة المريض للعلاج. ويشير العفيفي ( 1990 ) إلى أنواع
الإكتئاب فيما يلي:
ينتج هذا النوع من الإكتئاب نتيجة :Neurotic Depression 1. الإكتئاب العصابي
للشعور بالذنب، والكبت، والتعرض للحوادث المؤلمة، وهو أكثر أنواع الإكتئاب شيوعاً،
ويتميز بعدد من الأعراض تشمل المزاج المكتئب الحزين، الشعور بالتعب لأقل مجهود
ويسود تفكير المريض التشاؤم والأفكار السوداء، فقدان الأمل، النوم المتقطع مع أحلام
مزعجة ،ويتميز بحدوث القلق في أول الليل، أعراض جسمية خفيفة مثل ارتفاع ضغط
الدم وفقدان الشهية للطعام.
هو اضطراب ذهاني داخلي المنشأ : Psychotic Depression 2. الإكتئاب الذهاني
وراثي الجذور يمتاز بالكآبة والبطء النفس-الحركي، ويميل إلى التكرار الدوري، وهو لا
يكون استجابة لحادثة محزنة يمكن تحديدها أو التعرف عليها بالفعل فهو يحدث دون أن
تقع حادثة مباشرة أو قريبة. ويمتد هذا النوع من الإكتئاب إلى فترات أطول بكثير من
46
فترات الإكتئاب العصابي. ويتميز بعدد من الأعراض تشمل الهبوط في النشاط الحيوي
أو الحركي، القنوط المسيطر، البطء الشديد في العمليات العقلية والجسمية، فقدان الشهية،
والأرق، والبكاء، وتوهم المرض، واتهام النفس ومشاعر الإثم، و الهلوسة والهذاءات
التي قد تصل بالمريض إلى الانتحار. وينقسم هذا النوع من حيث الدرجة إلى:
يظهر في الحلقة الرابعة والخامسة من :Mild Depression الإكتئاب البسيط ·
العمر، حيث تكون الشخصية ناضجة ومشغولة بالكفاح للوصول إلى الهدف المنشود،
وحيث يكون الإنسان في أوج نشاطه، ونادراً ما يظهر هذا النوع في شكل حزن يشكو
منه المريض أو يكون الحزن ظاهراً عليه، وغالباً ما يشكو المريض من قلبه ومعدته.
ولا يتحول الإكتئاب البسيط إلى إكتئاب حاد إلا في حالات نادرة، إذ أنه غالباً ما يبقى
بسيطاً لفترات طويلة، وقد يزول تلقائياً بلا علاج.
وهو أقصى درجات الإكتئاب، إذا وصل :Acute Depression الإكتئاب الحاد ·
المريض إلى هذا النوع قد يصعب تشخيصه، ويتميز ببعض الأع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
m.hany
عضو فضى
عضو فضى
m.hany


ذكر عدد المساهمات : 436
نقاط : 634
تاريخ التسجيل : 08/04/2010
العمر : 32
الموقع : www.facebook.com

الجزء الثالث للرسالة لعينة المطلقات وغير المطلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجزء الثالث للرسالة لعينة المطلقات وغير المطلقات   الجزء الثالث للرسالة لعينة المطلقات وغير المطلقات Emptyالإثنين أبريل 12, 2010 11:07 pm

مشكور يا احمد على المجهود الرائع
وننتظر منك المزيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
medo_badwy
المشرف
المشرف
medo_badwy


ذكر عدد المساهمات : 132
نقاط : 155
تاريخ التسجيل : 15/04/2010
العمر : 33

الجزء الثالث للرسالة لعينة المطلقات وغير المطلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجزء الثالث للرسالة لعينة المطلقات وغير المطلقات   الجزء الثالث للرسالة لعينة المطلقات وغير المطلقات Emptyالأربعاء أبريل 21, 2010 10:49 pm

جميل وعاوزين المزيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دودا
عضو فضى
عضو فضى
دودا


انثى عدد المساهمات : 405
نقاط : 688
تاريخ التسجيل : 08/05/2010
العمر : 35

الجزء الثالث للرسالة لعينة المطلقات وغير المطلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجزء الثالث للرسالة لعينة المطلقات وغير المطلقات   الجزء الثالث للرسالة لعينة المطلقات وغير المطلقات Emptyالأحد يونيو 20, 2010 4:07 pm

فى تقدم تسلم كتير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دودو
عضو برونزى
عضو برونزى
دودو


انثى عدد المساهمات : 260
نقاط : 410
تاريخ التسجيل : 28/04/2010
العمر : 35

الجزء الثالث للرسالة لعينة المطلقات وغير المطلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجزء الثالث للرسالة لعينة المطلقات وغير المطلقات   الجزء الثالث للرسالة لعينة المطلقات وغير المطلقات Emptyالأحد يونيو 20, 2010 8:29 pm

تسلم ايدك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الجزء الثالث للرسالة لعينة المطلقات وغير المطلقات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الجزء الرابع للرسالة الماجستير لعينة المطلقات وغير المطلقات
» الجزء الثانى من الرسالة لعينة المطلقات والغير مطلقات
» الجزء الخامس للرسالة والاخير
» الجزء الاول من رسالة ماجستير عن المطلقات والغير مطلقات
» الجزء الثالث من بحث الاحصاء لافتات فى الاحصاءspss

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي استشارات نفسية :: الاستشارات :: الدراسات النفسية-
انتقل الى: